أعلن متحف اللوفر عن تعرض مكتبة آثار مصر القديمة لتسرب مياه أدى إلى تلف مئات المقتنيات الأثرية. هذا الحادث، الذي وقع في نهاية نوفمبر الماضي، يمثل تحديًا جديدًا للمتحف الذي يواجه بالفعل صعوبات بعد اقتحامه في أكتوبر. يركز هذا المقال على تفاصيل تسرب مياه اللوفر، والأضرار التي لحقت بالمقتنيات، والإجراءات التي يتخذها المتحف لمعالجة الوضع.
تسرب مياه اللوفر: أضرار بالمقتنيات الأثرية
في السابع من ديسمبر، كشف متحف اللوفر عن وقوع تسرب مياه في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، أثر بشكل كبير على مكتبة آثار مصر القديمة. ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “لا تريبون دي لار”، تضرر ما بين 300 و400 قطعة أثرية تعود إلى القرنين التاسع عشر والعشرين. هذه المقتنيات ليست معروضة للجمهور، بل هي مواد بحثية أساسية يستخدمها علماء المصريات والباحثون في دراساتهم العلمية.
تفاصيل الحادث وأسبابه
تم اكتشاف التسرب في الشبكة الهيدروليكية التي تغذي نظام التدفئة والتهوية في المكتبة الواقعة في جناح موليان. السبب المباشر للتسرب هو فتح أنبوب مياه عن طريق الخطأ. من المثير للاهتمام أن هذه الشبكة الهيدروليكية كانت مغلقة منذ عدة أشهر، وكان من المقرر استبدالها في سبتمبر 2026. يجري حاليًا تحقيق شامل لتحديد الأسباب الدقيقة التي أدت إلى فتح الأنبوب بالخطأ، وتحديد المسؤولية عن الحادث.
تأثير التسرب على المقتنيات والجهود المبذولة لإنقاذها
الأضرار التي لحقت بالمقتنيات ليست مجرد خسارة مادية، بل هي خسارة للمعرفة والتراث الثقافي. المواد المتضررة تشمل وثائق علمية، ومخطوطات، ورسومات، وصور فوتوغرافية، وغيرها من المواد التي تعتبر أساسية للبحث في تاريخ مصر القديمة.
يقوم فريق الترميم في متحف اللوفر حاليًا بتقييم الأضرار وتحديد أفضل الطرق لإنقاذ المقتنيات المتضررة. تشمل هذه الجهود تجفيف المواد الرطبة، وتنظيفها، وترميمها، وتخزينها في ظروف مناسبة لمنع المزيد من التلف. عملية الترميم هذه قد تستغرق وقتًا طويلاً وتتطلب خبرة عالية.
اللوفر في مواجهة تحديات متزايدة: من الاقتحام إلى ترميم الأضرار
متحف اللوفر يواجه سلسلة من التحديات في الفترة الأخيرة. فبعد اقتحامه المفاجئ في أكتوبر الماضي، اضطر المتحف إلى إغلاق إحدى قاعاته بسبب الأضرار التي لحقت بها. والآن، يضاف إلى هذه التحديات تسرب المياه الذي ألحق أضرارًا بمكتبة آثار مصر القديمة.
ارتفاع أسعار التذاكر لتمويل عملية الترميم
لمواجهة التكاليف الباهظة لعملية الترميم، يعتزم متحف اللوفر رفع أسعار تذاكر الدخول للزوار غير الأوروبيين بنسبة 45% اعتبارًا من عام 2026. هذه الخطوة أثارت جدلاً واسعًا، حيث يرى البعض أنها تمييزية وغير عادلة. في المقابل، يدافع المتحف عن قراره بالقول إنه يهدف إلى ضمان استمرارية عمله والحفاظ على مقتنياته الثمينة.
اللوفر: وجهة سياحية عالمية تواجه تحديات الحفاظ على التراث
يُعد متحف اللوفر أكثر المتاحف زيارةً في العالم، حيث استقبل 8.7 مليون زائر في عام 2024، منهم 69% من الأجانب. هذا العدد الكبير من الزوار يضع ضغطًا كبيرًا على المتحف، ويتطلب منه بذل جهود كبيرة للحفاظ على مقتنياته وتوفير تجربة ممتعة للزوار.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه المتحف تحديات أخرى مثل التغيرات المناخية، والتهديدات الأمنية، والحاجة إلى تحديث البنية التحتية. الحفاظ على التراث يتطلب استثمارات كبيرة وجهودًا متواصلة.
في الختام، يمثل تسرب مياه اللوفر حادثًا مؤسفًا يذكرنا بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي. يتخذ المتحف خطوات جادة لمعالجة الوضع وتقييم الأضرار وترميم المقتنيات المتضررة. ومع ذلك، فإن هذا الحادث يسلط الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجه المؤسسات الثقافية في جميع أنحاء العالم. ندعوكم لمتابعة آخر التطورات حول هذا الموضوع، والتعبير عن دعمكم لجهود الحفاظ على التراث الثقافي العالمي. يمكنكم زيارة الموقع الرسمي لمتحف اللوفر للحصول على مزيد من المعلومات.














