أثارت خريطة نشرها الحساب الرسمي “إسرائيل بالعربية” التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية أزمة دبلوماسية جديدة في المنطقة، حيث أظهرت ما تزعم أنه “إسرائيل التاريخية” متضمنة أراضي من دول عربية مجاورة، مما استدعى رداً أردنياً شديد اللهجة.

اعلان

وقد أصدرت وزارة الخارجية الأردنية بياناً شديد اللهجة، أدانت فيه نشر الحسابات الرسمية الإسرائيلية لخرائط تدّعي أنها تاريخيا لإسرائيل، تشمل أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة والمملكة الأردنية الهاشمية ولبنان وسوريا.

وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية، السفير سفيان القضاة، رفض المملكة المطلق لهذه السياسات والتصريحات التحريضية التي تستهدف إنكار حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة.

وشدد القضاة على أن هذه الأفعال لا تنال من الأردن ولا تنتقص من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، معتبراً أن هذه الادعاءات والأوهام التي يتبناها المتطرفون في الحكومة الإسرائيلية تشكل خرقاً صارخاً للأعراف والقوانين الدولية.

كما دعا البيان الأردني إلى موقف دولي واضح لإدانة هذه الممارسات والتحذير من عواقبها الوخيمة على أمن المنطقة واستقرارها، مطالباً الحكومة الإسرائيلية بوقف هذه التصرفات التحريضية فوراً والكف عن التصريحات المستفزة.

وتزامن نشر الخريطة مع تصريحات لوزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي دعا إلى ضم الضفة الغربية وإنشاء مستوطنات في قطاع غزة، في خطوة اعتبرتها عمّان تصعيدية وتحريضية.

وفي سياق متصل، كشفت مصادر إسرائيلية أن وزير المالية سموتريتش كان قد أصدر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تعليمات لإدارة الاستيطان والإدارة المدنية للبدء في إعداد البنية التحتية اللازمة لتطبيق ما أسماه “السيادة” على الضفة الغربية.

وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أن سموتريتش تعهد بجعل عام 2025 “عام السيادة الإسرائيلية” على الضفة الغربية، في حين نقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عزمه إدراج قضية ضم الضفة ضمن جدول أعمال حكومته.

وتأتي هذه التطورات في وقت تدعو فيه جماعات وناشطون من اليمين الإسرائيلي المتطرف إلى إقامة ما يسمونه “إسرائيل الكبرى” الممتدة ما بين نهري النيل والفرات، وفق مزاعمهم التاريخية.

وحاول الحساب الإسرائيلي تبرير نشر الخريطة من خلال سرد روايات تاريخية تزعم وجود “مملكة إسرائيل” منذ 3000 عام، متحدثاً عن فترات حكم ملوك مثل شاؤول وداود وسليمان، في محاولة لإضفاء شرعية على ادعاءاته التوسعية.

ويرى مراقبون أن نشر مثل هذه الخرائط والتصريحات يعكس تصاعد نفوذ التيار اليميني المتطرف في إسرائيل، ويهدد بتقويض جهود السلام والاستقرار في المنطقة، خاصة في ظل الظروف الإقليمية الراهنة.

وتثير هذه التطورات مخاوف من تداعياتها على العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل ودول المنطقة، وتأثيرها على مستقبل عملية السلام وحل الدولتين، في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة على مختلف الأصعدة.

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.