بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

كشفت صحيفة “الغارديان” عن تعرض موظفة في المحكمة الجنائية الدولية، تتهم المدعي العام كريم خان بالاعتداء الجنسي، لعملية تجسس سرية نفذتها شركات استخبارات خاصة، في خطوة قالت الصحيفة إنها جاءت نيابة عن جهات داخل الدولة القطرية.

العملية، التي وصفتها الضحية المزعومة بـ”المفجعة”، سعت للحصول على معلومات شخصية وحساسة عنها وعن عائلتها، بما في ذلك تفاصيل جواز سفرها، ومعلومات عن طفلها، وعلاقاتها السابقة، ووضعها المالي.

عملية تجسس تبحث عن “ثغرة”

وبحسب ملفات مسربة وأشخاص مطلعين، استعانت شركة “هايغيت” البريطانية، وهي شركة تعمل في قلب منطقة مايفير في لندن وتقدم خدمات “استشارات استراتيجية” لكبار القادة التنفيذيين والسياسيين، بشركة متخصصة أخرى لجمع معلومات تخص الموظفة وزوجها ووالديه.

كان الهدف، وفق الوثائق، هو العثور على أي رابط بينها وبين إسرائيل أو أجهزتها الاستخباراتية، في محاولة لتقويض مصداقيتها والاتهامات التي وجهتها إلى المدعي العام للمحكمة. إلا أن الوثائق تشير إلى عدم العثور على أي دليل يربطها بتلك الجهات.

وبحسب الصحيفة، شملت العملية جمع تقارير مفصلة حول حياتها الخاصة وتحركاتها ورحلات سفرها، وصولاً إلى كلمات مرور لحساباتها الإلكترونية يبدو أنها استُخرجت من بيانات مخترقة منشورة على الإنترنت المظلم.

“كيف يُسمح بهذا؟”

المرأة، وهي محامية في الثلاثينات من عمرها، قالت للغارديان إن ما جرى “غير قابل للفهم كما هو مفجع”، مضيفة: “جئت لأخدم، لا لأُرى. إذا كانت هذه هي العدالة الدولية، فهي ليست المنظومة التي كرست حياتي لها”.

كانت المرأة قد اتهمت كريم خان بسلوك جنسي قسري واستغلال للسلطة خلال فترة عملها معه، مشيرة إلى أن الحوادث المزعومة جرت في غرف فنادق خلال رحلات عمل، وفي مكتبه داخل المحكمة، وحتى في منزله.

خان، الذي تنحى مؤقتاً بانتظار تحقيق أممي، ينفي “بشكل قاطع” جميع الاتهامات، ويقول محاموه إنه تعرض لـ”حملة منظمة” لإسقاطه بسبب قراره في عام 2024 السعي لاستصدار مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت بتهم تتعلق بجرائم في غزة.

ومع انتظار نتائج التحقيق الأممي، عبّرت الموظفة عن إحباطها مما تمر به. وقالت للغارديان: “لقد كنت دائما اقوم بعملي بهدوء وبعيدا عن الأضواء. جئت لأخدم، لا لأُرى”. وأضافت: “إلى اين ينتهي هذا وكم سيتم السماح به؟ إذا كانت هذه هي العدالة الدولية، فهي ليست المنظومة التي كرست حياتي لخدمتها”.

هل حضر ممثلو خان؟

الغارديان لم تجد أي دليل على تورط خان شخصياً في العملية. لكن مصادر أكدت أن ممثلين عنه التقوا شركة “هايغيت”، وهو ما أثار تساؤلات حول الهدف من الاجتماع.

محامو خان لم ينكروا حصول اللقاء، لكنهم شددوا على أن المدعي العام “لم يكن على علم” بالعملية الاستخبارية ولم يُزوّد بأي معلومات عنها.

في بيانها، قالت “هايغيت” إنها عملت بالفعل على مشروع يتعلق بالمحكمة الجنائية الدولية، لكنها نفت أن تكون قد استهدفت أي فرد، أو أن تكون قطر قد موّلت العمل. وأضافت أنها كانت تجري “تقييماً مستقلاً” لاحتمال وجود أنشطة سرية أو غير سليمة تستهدف المحكمة نفسها.

التحقيق الأممي في اتهامات الموظفة مستمر منذ قرابة عام، فيما تأثرت المحكمة الجنائية الدولية بسلسلة تطورات غير مسبوقة: من قضية مذكرات التوقيف ضد نتنياهو وغالانت، إلى الضغوط الأميركية والإسرائيلية على المدعي العام، وصولاً إلى ظهور اتهامات الاعتداء الجنسي التي قلبت أروقة المحكمة رأساً على عقب.

شاركها.
اترك تعليقاً