بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

 كشفت مديرية الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، يوم السبت، أن الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله أمضى أيامه الأخيرة داخل ملجأ شيّد بتقنيات إيرانية، قبل أن يُقتل في غارة إسرائيلية استهدفته. جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست”.

محاولات لإعادة تنظيم الصفوف

وبحسب التقرير، بقي نصر الله في مكانه داخل الملجأ، محاولاً التخطيط لهجمات مضادة وإعادة بناء قدرات التنظيم، دون أن يكون على علم بأنه سيكون الهدف التالي للغارات الإسرائيلية. وقد جاء مقتله بعد عملية “البيجر” الشهيرة، وعملية إغتيال أدت إلى مقتل القيادي في حزب الله إبراهيم عقيل.

استهداف الملجأ

أوضحت مديرية الاستخبارات أن الموقع تم تحديده بدقة بعد سنوات من جمع المعلومات، مشيرة إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي استهدف الملجأ في عملية مركّزة أُطلقت خلالها 83 قنبلة في وقت واحد. وأسفرت العملية عن مقتل نصر الله إلى جانب قائد الجبهة الجنوبية في حزب الله علي كركي وعدد آخر من المسؤولين في التنظيم. قائد سلاح الجو الإسرائيلي تومر بار قال في بيان: “سنصل إليهم جميعاً، سنواصل العمل بنفس المهنية ونفس الهدوء، نحن على الطريق الصحيح”.

إحياء الذكرى السنوية الأولى للاغتيال

أحيا حزب الله أمس السبت الذكرى السنوية الأولى لاغتيال إسرائيل للأمينين العامين السابقين للحزب، حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، في الحرب التي تسببت بدمار واسع في البلاد.

وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن طائرات مسيرة إسرائيلية رُصدت تحلق فوق بيروت بالتزامن مع مراسم الذكرى. وحضر آلاف الأشخاص الاحتفال الذي أقيم في معقل حزب الله جنوب العاصمة، بمشاركة قيادات الحزب وضيوف رسميين، بينهم علي لاريجاني، أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.

ودعا الرئيس اللبناني جوزاف عون في كلمة له إلى توحيد الموقف الوطني لحماية وحدة البلاد، مشيراً إلى رمزية المناسبة في ظل التحديات الراهنة.

32 عاماً من قيادة نصر الله

تولى حسن نصر الله منصب الأمين العام لحزب الله عام 1992 بعد مقتل سلفه عباس الموسوي في غارة إسرائيلية. وخلال ثلاثة عقود، قاد الحزب في محطات مفصلية أبرزها انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000، وحرب تموز/يوليو 2006.

ومع تعاظم نفوذ الحزب السياسي والعسكري، رسخ موقعه ضمن ما يُعرف بـ “محور المقاومة”، وشارك في القتال في سوريا إلى جانب الأسد، كما دعم جماعة الحوثي في اليمن. وبعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، دخل حزب الله على خط المواجهة من الجنوب اللبناني، ما أدى إلى تبادل نيران مستمر لنحو عام قبل تصعيد إسرائيل عملياتها العسكرية، بما في ذلك تفجير أجهزة الاتصال الخاصة بالحزب وتكثيف الغارات الجوية التي أودت بحياة آلاف المدنيين بينهم مئات الأطفال.

وقد أُجّل دفن نصر الله لعدة أشهر بسبب العمليات العسكرية، قبل أن يُوارى الثرى وسط مشاركة حاشدة، حيث واصل أنصاره زيارة قبره بانتظام.

جدل داخلي وتوتر سياسي

على الصعيد الداخلي، تتصاعد الضغوط على حزب الله للتخلي عن سلاحه، في ظل خطة حكومية تنص على ذلك، وهو ما يرفضه الحزب. وبرز التوتر مجدداً مع ذكرى الاغتيال، حين عُرضت صور نصر الله وصفي الدين على صخرة الروشة الشهيرة في بيروت رغم قرار رسمي يمنع استخدام الموقع للعروض الضوئية.

وأدان رئيس الوزراء نواف سلام الخطوة، معتبراً أنها تخالف شروط الترخيص الممنوح للتجمع، وأثارت هذه الخطوة جدلاً سياسياً واسعاً بين مؤيدين ومعارضين للحزب.

شاركها.
اترك تعليقاً