بقلم: يورو نيوز
نشرت في
اعلان
تحوّل اجتماع لجنة العمل في الكنيست الإسرائيلي، المخصص لمناقشة ظاهرة الانتحار بين الجنود وقدامى المحاربين، إلى حالة من الفوضى صباح يوم الاثنين، إذ أقدم عدد من الجنود السابقين على سكب أكياس مليئة بالأدوية على الطاولة، وسط صراخ وتحذيرات من تفاقم الظاهرة خلال موسم الأعياد القادم.
وصرخ أحد الجنود قائلاً: “نحذر منذ سنوات، الأعياد ستكون سببًا لمزيد من الانتحارات”، بينما ألقى آخرون صناديق وأكياسًا من حبوب الدواء داخل القاعة.
اتهامات بالتقصير الحكومي
اتهم أحد الجنود السلطات بالتقصير، قائلاً: “قبل خمس سنوات حذرتكم من هذه الانتحارات ولم تفعلوا شيئًا”، مشيرًا إلى الزيادة الملحوظة في أعداد الجنود المنتحرين منذ بدء الحرب على غزة.
من جهتها، أعربت رئيسة اللجنة، ميخال فولديغر، عن استيائها من طريقة النقاش، وقالت: “يمكنكم الاستمرار في رمي الحبوب إن أردتم، لكننا هنا لنساعدكم ولا أستطيع إدارة النقاش بهذه الطريقة”.
وأضافت أن الأزمة لم تقتصر على الجنود، بل طالت المجتمع المدني، وأن الحرب الأخيرة فاقمت المشكلة، مع وجود ثغرات في مجالات الكشف المبكر والوقاية والعلاج النفسي لم تُعالج بالشكل الكافي.
ارتفاع الحالات رغم الإجراءات الوقائية
رغم تعزيز الجيش الإسرائيلي لعدد ضباط الصحة النفسية، وفتح خطوط دعم على مدار الساعة، وتوسيع وحدات علاج الصدمات بما في ذلك في مناطق القتال، فإن حالات الانتحار استمرت في الارتفاع.
وفي أغسطس/آب 2025، كشف العميد أمير فادماني، رئيس أركان مديرية القوى البشرية، أن عدد المنتحرين منذ مطلع 2024 وصل إلى 37، بينهم 16 جنديًا خلال العام الجاري فقط.
وفي سبتمبر/أيلول، أعلنت إذاعة جيش الإسرائيلي عن انتحار مقاتل من لواء غولاني شارك في القتال بغزة، ليصل العدد الإجمالي منذ بداية العام إلى 18 حالة.
الحرب النفسية خلف خطوط القتال
تشير التقارير إلى أن الصدمات النفسية الناتجة عن الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 قد تسببت في ارتفاع حالات الانتحار بين الجنود الإسرائيليين. كما دفع الإنهاك النفسي ببعضهم إلى ترك الخدمة القتالية.
ونشرت صحيفة يديعوت أحرونوت تقريرًا مطولًا يلقي الضوء على تزايد حالات الانتحار بين جنود الجيش، ولا سيما من قوات الاحتياط، في ظل استمرار حرب غزة منذ نحو عامين.
ورأت الصحيفة أن هذه الظاهرة تشكل خطرًا كبيرًا على إسرائيل، رغم محاولات الجيش تقليل أهميتها، وتفسيرها بزيادة أعداد المجندين من الاحتياط منذ بداية الحرب.
وأظهرت المعطيات أن أكثر من 10 آلاف جندي لا يزالون يتلقون علاجًا لأزمات نفسية واضطراب ما بعد الصدمة، بينما تم الاعتراف رسميًا فقط بـ3769 جنديًا على أنهم يتلقون علاجًا متخصصًا.