هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية

في خطوة مثيرة للجدل، اعتبرت المعارضة تنصيب ميخائيل كافيلاشفيلي رئيسًا جديدًا للبرلمان بمثابة إحكام لقبضة حزب الحلم الجورجي على البلاد، مما يمثل ضربة لطموحات جورجيا الأوروبية وانتصارًا ضمنيًا لروسيا. جاء ذلك بعد إعلان مفاجئ من الرئيسة المنتهية ولايتها، سالومي زورابيتشفيلي، وصفته بأنه مهزلة سياسية.

اعلان

وقد خرجت زورابيتشفيلي من القصر الرئاسي في مشهد اعتبره كثيرون رمزيًا للانقسام السياسي في جورجيا. كما أكدت شرعيتها وأعلنت التزامها بالبقاء مع الشعب. وترى المعارضة أن تحول السلطة إلى البرلمان هو خطوة تعزز قبضة الحزب الحاكم وتعيق مساعي الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وسط اتهامات بتزوير الانتخابات بدعم روسي.

أما ميخائيل كافيلاشفيلي، الذي تولى منصب الرئاسة بعد تصويت البرلمان، فقد ألقى خطابًا دعا فيه إلى الوحدة الوطنية حول “القيم المشتركة”. وعلى الرغم من وعوده بالدفع نحو الانضمام للاتحاد الأوروبي، فإن موقفه المؤيد لتحسين العلاقات مع روسيا يثير قلقًا متزايدًا بين القوى الموالية للغرب.

وقد شهدت الانتخابات الأخيرة في أكتوبر فوزًا ساحقًا لحزب الحلم الجورجي، لكن المعارضة قاطعت البرلمان متهمة الحزب بالتلاعب بالنتائج. وإن دل هذا الوضع على شيء، فإنه يعكس انقسامًا سياسيًا حادًا، مما يضع البلاد أمام معضلة صعبة بين تحقيق تطلعاتها الأوروبية والضغوط الروسية المتزايدة.

وتتفاقم التحديات مع اتهام الحزب الحاكم بالاستفادة من النفوذ الروسي لتعزيز سيطرته على المشهد السياسي، إذ تُظهر الخطوات الأخيرة للحكومة تراجعًا عن القيم الديمقراطية التي طالما دعمت حلم الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، مما يثير تساؤلات حول مدى جدية التزامها بهذا المسار.

ويعكس المشهد السياسي في جورجيا اليوم صراعًا معقدًا بين القوى الداخلية والخارجية. بينما يواجه الشعب تحديات اقتصادية وسياسية، ويبقى السؤال الأكبر: هل يمكن لجورجيا تحقيق حلمها الأوروبي دون خسارة استقلالها السياسي أمام النفوذ الروسي؟

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.