بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

الوفد الأوروبي الذي كان قد زار طرابلس في بداية مهمته، واجه اتهامات صريحة من رئيس وزراء حكومة شرق ليبيا، أسامة حماد، بأنه تجاهل السيادة الوطنية ولم ينسّق مع السلطات في بنغازي.

 وذكر بيان صادر عن مكتبه أن الوزراء الأربعة باتوا “أشخاصًا غير مرغوب فيهم”، بعد أن تصرفوا بما يخالف “الأعراف الدبلوماسية المعمول بها والمواثيق الدولية”، داعيًا الوفود الدولية إلى الالتزام بمبدأ المعاملة بالمثل والتنسيق مع الحكومة عند الزيارة.

ردّ دبلوماسي متحفظ

حاول مفوض الهجرة الأوروبي التخفيف من وطأة الحادثة، حيث كتب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن الوفد “اختتم للتو مهمته إلى ليبيا” وعقد اجتماعات مع رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة وثلاثة وزراء في طرابلس، مشيرًا فقط إلى أن “الاجتماعات المقررة في بنغازي لم تُعقد في نهاية المطاف”، من دون الإشارة إلى قرار الترحيل أو تفاصيل ما جرى.

من جانبه، أوضح نائب رئيس الوزراء اليوناني، كوستيس هادزيداكيس، أن وفد الاتحاد الأوروبي التقى أولًا بالدبيبة في طرابلس، معتبرًا أن هذا الترتيب كان السبب وراء رفض حكومة شرق ليبيا استقبالهم في بنغازي.

وأضاف في حديث للتلفزيون الرسمي اليوناني”ERT” أن ما جرى “ليس خطوة بنّاءة”، خصوصًا في ظل جهود الاتحاد الأوروبي لإيجاد حلول لأزمة الهجرة في المنطقة، كما يفعل مع جيرانه في الجنوب والشرق.

وفي إيطاليا، أثار الحادث موجة من الانتقادات من قبل نواب المعارضة، الذين استغلوا المفارقة في أن وزير الهجرة التابع لحكومة جورجيا ميلوني، المعروفة بموقفها المتشدد من ملف الهجرة، كان بين من تم رفض دخولهم البلاد.

وقد علّق النائب عن الحزب الديمقراطي ماتيو أورفيني عبر فيسبوك قائلًا بتهكّم: “عيد بيانتيدوسي من ليبيا بتهمة الدخول غير الشرعي. فكرت في قول شيء ساخر، لكن المشهد ساخر بما يكفي”.

زيارة في قلب الانقسام الليبي

زار الوفد الأوروبي ليبيا سعيًا إلى تعزيز التنسيق في مواجهة عمليات تهريب المهاجرين عبر البحر، وهي قضية لطالما شكلت محورًا أساسيًا في علاقة الاتحاد الأوروبي بهذا البلد. وقد أنفقت بروكسل الملايين خلال السنوات الماضية لدعم جهود وقف تهريب الأشخاص من سواحل ليبيا نحو أوروبا، في وقت وجدت فيه هذه الشبكات أرضًا خصبة لعملياتها غير النظامية بفعل الفوضى السياسية والانقسام الأمني الذي تعيشه البلاد.

ومنذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011، غرقت ليبيا في انقسام عميق بين سلطتين متنافستين: حكومة الدبيبة في طرابلس المعترف بها دوليًا، وإدارة في الشرق يرأسها أسامة حماد وتحظى بدعم القائد العسكري القوي خليفة حفتر.

ويُطلب من أي وفد أجنبي يسعى إلى زيارة شرق ليبيا التنسيق مسبقًا مع حكومة الشرق للحصول على التصاريح اللازمة، خصوصًا أن الجنوب والشرق يخضعان لسيطرة قوات حفتر. ولم يتضح ما إذا كان الوفد الأوروبي قد تقدّم بطلبات رسمية أو حصل على موافقة مسبقة.

شاركها.
اترك تعليقاً