في أعقاب حرب استمرت عامين، تشهد الأراضي الفلسطينية تطورات متسارعة نحو تحقيق الاستقرار، مع التركيز على تنفيذ اتفاق وقف النار وترتيبات ما بعد الحرب في غزة. هذا المقال يتناول آخر المستجدات حول اتفاق غزة، وجهود تثبيته، والتحديات التي تواجه عملية الانتقال إلى مرحلة جديدة، بالإضافة إلى الدور الإقليمي والدولي في دعم هذه العملية.
محادثات القاهرة وتثبيت المرحلة الأولى من اتفاق غزة
استقبلت القاهرة مؤخرًا وفدًا رفيع المستوى من حركة حماس، برئاسة رئيس المجلس القيادي للحركة محمد درويش، وعضوية كل من خالد مشعل وخليل الحية ونزار عوض الله وزاهر جبارين، بالإضافة إلى غازي حمد. وتهدف هذه الزيارة إلى مناقشة ترتيبات المرحلة الثانية من اتفاق غزة، وتقييم الوضع الميداني الراهن في قطاع غزة.
أكدت الحركة في بيان لها التزامها الكامل بتطبيق المرحلة الأولى من الاتفاق، مع إصرارها على وقف الخروقات من خلال آلية واضحة ومحددة، تتم برعاية ومتابعة الوسطاء. كما تطرق الوفد إلى ملف مقاتلي رفح، حيث أشار إلى انقطاع الاتصال مع مجموعة من مقاتليها المحاصرين في شبكة الأنفاق شرق رفح، وتعمل الوساطة على إيجاد حل لهذه المشكلة.
بالتوازي مع هذه المحادثات، أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اتصالًا هاتفيًا برئيس مجلس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بحثا خلاله ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير وتمكين قوة تثبيت الاستقرار الدولية من أداء مهامها.
تفاصيل اتفاق وقف النار وخطة ترامب
تم التوصل إلى اتفاق غزة بوساطة مصرية وأمريكية وقطرية، قبل أن تنضم تركيا لاحقًا إلى جهود الوساطة. استند الاتفاق إلى خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تضمنت في مرحلتها الأولى وقف العمليات العسكرية، والإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين في غزة، وتسليم جثث المتوفين، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين وإعادة الجثامين من الجانب الفلسطيني.
مكونات المرحلة الأولى من الاتفاق
شملت المرحلة الأولى أيضًا انسحابات إسرائيلية من مناطق مأهولة في القطاع، وإدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى غزة. وبعد مرور 44 يومًا على دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، لا تزال التحديات قائمة.
الخروقات المستمرة وارتفاع عدد الضحايا
على الرغم من وقف إطلاق النار، تشهد غزة استمرارًا للغارات الإسرائيلية. أفادت مصادر ميدانية بمقتل ما لا يقل عن 24 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 80 آخرين في قصف استهدف مواقع مدنية. ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، فقد قتلت إسرائيل 339 فلسطينيًا منذ بدء تطبيق اتفاق غزة. هذه الخروقات تهدد بتقويض جهود تثبيت الهدنة وتعقيد عملية الانتقال إلى المرحلة التالية.
التحضير لمرحلة ما بعد الحرب: لجنة إدارية فلسطينية وقوة دولية
في العام الماضي، اتفقت حماس وفتح على تشكيل لجنة إدارية فلسطينية مستقلة، تضم شخصيات كفوءة غير منتمية لأي فصيل، لتولي إدارة غزة مؤقتًا بعد انتهاء الحرب. وبموجب خطة ترامب، التي حظيت مؤخرًا بتأييد مجلس الأمن، يُفترض تشكيل لجنة تكنوقراط فلسطينية بمشاركة خبراء دوليين لتسيير الشؤون اليومية للقطاع.
دور القوة الدولية ومجلس السلام
بالإضافة إلى اللجنة التكنوقراطية، تقترح الخطة وجود قوة استقرار دولية لتأمين وقف إطلاق النار وحفظ الأمن في غزة. كما ينص على تشكيل “مجلس سلام” برئاسة ترامب للإشراف على تنفيذ الخطة. هذه المقترحات تثير جدلاً واسعًا حول مستقبل غزة وسيادتها. اتفاق غزة يتطلب تعاونًا دوليًا فعالًا لضمان تنفيذه بنجاح.
التحديات المستقبلية وآفاق الاستقرار
إن نجاح اتفاق غزة يعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك التزام جميع الأطراف بتنفيذ بنوده، وتوفير الدعم المالي والإنساني اللازم لإعادة إعمار القطاع، ومعالجة الأسباب الجذرية للصراع. بالإضافة إلى ذلك، يجب على المجتمع الدولي العمل على تحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية، وتوفير بيئة مواتية لتحقيق السلام الدائم.
الوضع في غزة لا يزال هشًا، ويتطلب متابعة دقيقة وجهودًا متواصلة من جميع الأطراف المعنية. إن تحقيق الاستقرار في غزة ليس مجرد مصلحة فلسطينية، بل هو ضرورة لتحقيق السلام والأمن في المنطقة بأكملها. لمزيد من المعلومات حول التطورات السياسية في المنطقة، يمكنكم متابعة أخبار يورونيوز.















