خلال محادثات مؤتمر “كوب 29” المنعقد في باكو، قوبلت مسودة نص جديدة، صدرت صباح الخميس، برفض واسع. المسودة التي تهدف إلى تأسيس اتفاق لتمويل الدول النامية للتحول إلى الطاقة النظيفة والتكيف مع تغير المناخ، وُصفت بالغموض لتجاهلها تحديد المبالغ المالية التي ستلتزم بها الدول الغنية.
تُعد هذه النقطة محل خلاف كبير، إذ تطالب الدول النامية بتمويل يصل إلى 1.3 تريليون دولار سنويًا لتغطية احتياجاتها المناخية، بينما تكتفي الدول الغنية بعرض بضع مئات من المليارات، مما يعكس فجوة مالية شاسعة بين الطموح والالتزام.
ويحاول المفاوضون جاهدين سد هذه الفجوة وتحقيق توازن يرضي جميع الأطراف، لكن الغموض الذي يكتنف المسودة وعدم وضوح الالتزامات المالية يجعل التوصل إلى اتفاق شامل أمرًا أكثر تعقيدًا.
خيبة أمل كبيرة
أثارت المحادثات انتقادات حادة بسبب غياب تحديد رقم واضح للتمويل، في حين أكد الخبراء المستقلون الحاجة إلى تريليون دولار على الأقل لمساعدة الدول النامية في مواجهة التحديات المناخية، بينما تستمر الدول الغنية في تأجيل تقديم التزامات ملموسة.
وزيرة البيئة الكولومبية، سوزانا محمد، عبّرت عن استيائها قائلة: “من دون رقم تقدمه الدول المتقدمة، فإننا نتفاوض على لا شيء”. وأيدها خوان كارلوس مونتيري غوميز من بنما، واصفاً غياب الشفافية في الالتزامات بأنه “صفعة على وجه الفئات الأكثر ضعفاً”، داعياً الدول المتقدمة إلى تقديم مقترحات مالية جادة.
كذلك الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، شدد على ضرورة توضيح الجوانب الرئيسية للتفاوض، قائلاً: “لا يمكن الاستمرار دون تحديد الأساسيات”.
مسودة غير متوازنة والوقت ينفد
رغم تأكيد المنسّق الأذري للمفاوضات، يالتشين رافييف، على توازن الخطة، فإن مفوض المناخ بالاتحاد الأوروبي فوبكه هوكسترا، قد وصفها بأنها “غير متوازنة وليست قابلة للتطبيق”.
من جانبه، أشار شيا ينغشيان، مدير إدارة تغير المناخ في الصين، إلى وجود العديد من الأجزاء “غير المرضية وغير المقبولة” في النص الحالي.
من جانبها، أوضحت رئاسة مؤتمر “كوب 29” في بيان: أن المسودة “ليست نهائية”، مشيرة إلى أنها ترحب بأي مقترحات من الأطراف لسد الفجوات. وأضاف البيان أن النسخة التالية من المسودة ستتضمن أرقاماً محتملة لهدف التمويل، لكن الوقت ينفد وسط تصاعد الانتقادات والمطالب بتحرك حاسم.