اعلان

تُعد كنيسة سانتا ماريا ماجوري من أقدم الكنائس المكرسة للعذراء مريم، وقد شُيّدت حوالي عام 432 بأمر من البابا سيكستوس الثالث، بعد مجمع أفسس الذي أكد عقيدة مريم والدة الإله.

تقع الكنيسة على تلة الإسكويلينو في روما، وهي واحدة من أربع كنائس كبرى تابعة مباشرة للفاتيكان، وتُعرف أيضًا بأسماء أخرى مثل “كنيسة سيدة الثلوج” و”بازليك ليبريوس”.

خضعت الكنيسة لترميمات متكررة على مدى القرون، من القرن الرابع حتى القرن الثامن عشر، وتتميّز بهندسة مربعة الشكل تضم ثلاثة ممرات ومصليات جانبية، وسقف مزخرف مغطى بالذهب الأمريكي الذي جُلب إلى روما بعد اكتشاف القارة الأمريكية.

في ساحتها ينتصب عمود مرمري فريد من نوعه، تعلوه تمثال للعذراء مريم والطفل يسوع، من تصميم غيوم بيرتلوت، ويُعتبر من أبرز المعالم الخارجية للكنيسة.

كنز من التاريخ: سبعة باباوات يرقدون في الكنيسة

تُعتبر الكنيسة مدفنًا لعدد من أبرز الباباوات الذين تركوا بصمات عميقة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية:

  • البابا هونوريوس الثالث  (1216-1227)

صادق البابا هونوريوس الثالث على قواعد الرهبنتين الدومينيكية والفرنسيسكانية، وأسهم في إطلاق الحملة الصليبية الخامسة استجابة لقرارات مجمع لاتران الرابع. تعاون مع الملك لويس الثامن ملك فرنسا لدعم الحملة ضد طائفة الكاثار في جنوب فرنسا.

  • نيقولا الرابع (1288-1292)

تميزت حبريته القصيرة بالاعتراف بالرهبنة الفرنسيسكانية الثالثة وتأسيس جامعة مونبلييه.

  •  القديس بيوس الخامس  (1566-1572)

هو البابا الوحيد المدفون في سانتا ماريا ماجوري الذي نال صفة القداسة. عُرف بتطبيقه الصارم لقرارات مجمع ترنت، وبتعميم الطقس التريدنتيني (الشكل التقليدي للقداس الكاثوليكي). أطلق عادة ارتداء البابوات للثوب الأبيض، وشهدت فترة حبريته ازدهارًا أخلاقيًا ونشاطًا تبشيريًا كبيرًا للكنيسة الكاثوليكية.

  • البابا سيكستوس الخامس  (1585-1590)

اشتهر باسم “سيكستوس كوينتوس”، وكان واحدًا من أعظم البابوات البنائين. أتم بناء قبة كاتدرائية القديس بطرس، وأعاد تنظيم الفضاء الحضري لروما، وجعل من كنيسة سانتا ماريا ماجوري مركزًا هامًا في المدينة. أحدث إصلاحات كبيرة في إدارة الكوريا الرومانية، وقلّص عدد الكرادلة إلى 70، مانحًا كل منهم كنيسة خاصة في روما، وهو نظام استمر حتى القرن العشرين.

  • البابا بولس الخامس  (1605-1621)

أكمل بناء كاتدرائية القديس بطرس (وإن لم يُدفن فيها). أسس أرشيف الفاتيكان، وعزز سلطة الأساقفة في الكنيسة الكاثوليكية. فتح قنوات الاتصال الأولى مع اليابان. بعد وفاته، لم يُنتخب بابا يحمل اسم بولس حتى عام 1963 (البابا بولس السادس).

  • كليمنت الثامن (1592-1605)

استمر في منصب الحبر الأعظم بمدة 18 سنة قبل وفاته.

  • البابا كليمنت التاسع  (1667-1669)

رغم قصر مدة حبريته، كان دبلوماسيًا بارعًا، حيث ساهم في تحقيق السلام بين عدة دول أوروبية. كان راعيًا للفنون والأوبرا، وعُرف بقربه من الفقراء. أطلق عدة مشاريع فنية في روما، مثل تزيين ساحة القديس بطرس والملائكة على جسر سانت أنجيلو.

كنوز أخرى في الكنيسة

إلى جانب رفات الباباوات، تحتضن الكنيسة رفات شخصيات بارزة مثل المعماري والنحات الشهير جيان لورنزو برنيني، الذي صمم أعمدة ساحة القديس بطرس.

كما تحتفظ الكنيسة ببعض أندر الآثار الكاثوليكية، مثل أيقونة “سالفاتريس روماني” المنسوبة للقديس لوقا، والتي تُصوّر العذراء مريم تحمل الطفل يسوع.

داخل الكنيسة، يمتد الرواق الرئيسي بطول 92 مترًا، تتوزع على جانبيه مصليات جانبية، وتزيّن جدرانه جداريات رائعة تُظهر مشاهد دينية من حياة المسيح والعذراء، بالإضافة إلى لوحات تصور بناء الكنيسة في مراحلها التاريخية المختلفة.

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.