اعلان

رفض السكان الدروز في مناطق قريبة من العاصمة السورية دمشق، تسليم أسلحتهم الخفيفة، استجابةً لمطلب الحكومة، وفق ما نقل تقرير لوكالة رويترز.

ويبرر رافضو تسليم السلاح موقفهم، بأنّ الحكومة لم تعالج هواجسهم ومخاوفهم من تجدّد الهجمات التي نفّذتها جماعات سنيّة متطرفة على عدد من المناطق ذات الغالبية السكانيّة الدرزيّة.

وكانت اشتباكات قد اندلعت الأسبوع الماضي بين مقاتلين من السنة وسكان دروز مسلحين في بلدة جرمانا جنوب شرق دمشق، قبل أن تمتد إلى أشرفية صحنايا قرب العاصمة، ثم إلى الجنوب في محافظة السويداء.

وتوصّلت السلطات إلى اتفاقات تسمح للمقاتلين الدروز بحماية مناطقهم بأنفسهم كأعضاء منتسبين إلى قوات الأمن السورية، لكنها طلبت هذا الأسبوع تسليم جميع الأسلحة التي يحتفظ بها السكان في هذه المناطق إلى الدولة.

ونقل تقرير رويترز عن مكرم عبيد، وهوعضو لجنة جرمانا التي تتفاوض مع الحكومة السورية قوله: “أخبرناهم أنه بمجرد أن توجد دولة قادرة على ضبط قواتها، فلن تكون لدينا أي مشكلة في تسليم أسلحتنا.”

ودعا عبيد الحكومة إلى التركيز “على سلاح العصابات التي ترهب الأقليات. من حقنا ان نخاف، لقد رأينا ما حدث في مناطق أخرى”.

وقد شهدت مدن وقرى الساحل السوري في مطلع آذار / مارس مجازر طائفية بحق العلويين أدت إلى مقتل الآلاف منهم بحسب إحصاءات المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومنظمات حقوقية دوليّة.

“الدروز قدموا ما يكفي من التنازلات” يقول موفق أبو شاش، وهو رجل دين درزي في جرمانا. حيث استنكر الطريقة التي تتعامل عبرها الحكومة مع سكان المنطقة قائلاً: “نقوم بخطوة فيطلبون من الثانية، نقوم بها، فيطلبون الثالثة”. وأكد المتحدث أن مطلبهم هو “ضمانة بعدم تكرار أحداث الساحل مع الدروز”.

وكان الشيخ حكمت الهجري أحد أبرز الزعماء الروحيين للطائفة الدرزية، قد طالب بتدخل دولي لحماية الطائفة الدرزية في سوريا، ووصف الحكومة وقواتها المسلحة بألإرهابيين.

مساعدات إسرائيلية في السويداء؟

وفي سياق متصل، نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبريّة تقريرًا كشفت فيه عن أنّ “مروحية إسرائيلية تابعة لسلاح الجو، نقلت مساعدات غذائية إلى السويداء” الواقعة على بعد 70 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل.

وبحسب الصحيفة، نُفذت ليل الجمعة – السبت، عبر :تسليم كمية استثنائية من المساعدات الإنسانية لأفراد من الطائفة الدرزية في محافظة السويداء”.

كما تم تنفيذ مهمة ثانية لتوصيل المساعدات عبر شاحنات، بالتعاون مع منظمة “زمالة الصداقة بين المسيحيين واليهود” (IFCJ)، التي أعلنت أيضًا عن “تقديم مساعدات لمجتمعات مسيحية مضطهدة في سوريا”.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن أحد المصادر أنّ “هدف المساعدات هو تمكين أبناء الطائفة الدرزية من مواجهة التحديات الإنسانية، وقد تمّت المساعدة بموافقة المستوى السياسي في إسرائيل”.

وبحسب منظمة “زمالة الصداقة بين المسيحيين واليهود” (IFCJ)، فقد شملت المساعدات 1,500 صندوق غذائي “موجّهة لعائلات تعيش في فقر مدقع”.

وقالت رئيسة المنظمة ومديرتها التنفيذية، ياعيل إكشتاين: “إذا كان هناك عنف واضطهاد على حدود إسرائيل، فلا يمكننا أن نغضّ الطرف. من مسؤوليتنا أن نقف إلى جانب المجتمعات الدرزية والمسيحية على حدودنا، وأن نمدّهم ليس فقط بالمساعدات التي تلبي احتياجاتهم الجسدية، بل أيضًا بالأمل بأنهم ليسوا وحدهم” وفق ما نقلت جيروزاليم بوست.

شاركها.
اترك تعليقاً