بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

كشفت الأمم المتحدة، الجمعة، عن تفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية في جنوب السودان، محذّرة من أن البلاد “باتت على شفير الهاوية”، في ظل تصاعد غير مسبوق في العنف ضد المدنيين خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025.

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بأن ما لا يقل عن 1854 مدنياً قُتلوا بين يناير وسبتمبر 2025، إلى جانب إصابة 1693 آخرين، واختطاف 423 شخصاً، وتعرض 169 فرداً لاعتداءات جنسية في سياق النزاعات المسلحة والعنف المجتمعي المتفشي في أنحاء متفرقة من الدولة الوليدة.

ويُعد هذا الرقم ارتفاعاً بنسبة 59% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، مع ترجيح أن تكون الأرقام الفعلية أعلى بكثير، نظراً لصعوبة الوصول إلى مناطق النزاع وانعدام الشفافية في توثيق الانتهاكات بسبب تدهور الوضع الأمني.

تصعيد سياسي يهدّد اتفاق السلام

ويأتي هذا التصاعد في العنف في أعقاب أحداث سياسية مثيرة، أبرزها اتهام نائب الرئيس السابق رياك مشار في 11 سبتمبر بارتكاب جرائم قتل وخيانة وجرائم ضد الإنسانية، تلاه عزله فوراً من منصبه بمرسوم رئاسي. وسرعان ما دعا أنصار مشار إلى “تعبئة عسكرية” لـ”تغيير النظام”، ما أثار مخاوف واسعة من عودة البلاد إلى حرب أهلية جديدة.

وكان اتفاق السلام الموقّع عام 2018 قد أنهى حرباً أهلية دامية استمرت خمس سنوات (2013–2018) بين قوات الرئيس سلفا كير وأنصار مشار، وأسفرت عن مقتل نحو 400 ألف شخص وتشريد الملايين.

غارات جوية عشوائية وعنف عشائري

وأشار تقرير الأمم المتحدة إلى أن حدة الاشتباكات تصاعدت بشكل ملحوظ منذ مارس الماضي، حين شنّ الجيش الوطني غارات جوية وصفها البيان بـ”العشوائية” على مناطق مأهولة بالسكان في عدة ولايات.

كما سجّل تزايد ملحوظ في العنف المجتمعي، لا سيما في ولايتي واراب (شمال) وجونقلي (وسط)، حيث اندلعت اشتباكات عشائرية وعرقية أدت إلى ارتفاع عدد القتلى المدنيين بنسبة 33% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

ولم يقتصر العنف على الجماعات المسلحة أو الميليشيات العشائرية، بل طال أيضاً أجهزة الدولة، إذ وثّقت الأمم المتحدة تنفيذ قوات الأمن لما لا يقل عن 45 عملية إعدام خارج نطاق القانون منذ مطلع العام.

دعوة عاجلة لإنقاذ المدنيين

وفي بيان صادر من مقر المفوضية السامية لحقوق الإنسان في جنيف، قال المفوض فولكر تورك: “هذا الوضع غير مقبول ويجب أن يتوقف فوراً. نشعر بقلق عميق إزاء مصير المدنيين في جنوب السودان، الذين يدفعون ثمناً باهظاً لانهيار الأمن والاستقرار.”

ودعا تورك قادة جنوب السودان والمجتمع الدولي إلى “بذل كل ما في وسعهم لإخراج البلاد من شفير الهاوية”، محذّراً من أن استمرار التصعيد قد يُجهض ما تبقى من اتفاق السلام الهش.

شاركها.
اترك تعليقاً