تتصاعد وتيرة الأحداث في أوكرانيا مع استمرار الحرب الروسية، حيث تشهد الساحة الدولية تطورات متلاحقة. آخر هذه التطورات، الهجمات المتبادلة بين الجانبين، والاتهامات المتبادلة، والتحركات الدبلوماسية المتسارعة. يركز هذا المقال على آخر المستجدات، بما في ذلك الهجمات على الموانئ الأوكرانية، والردود الأوكرانية، والتحقيقات في الادعاءات حول استهداف مقر الرئيس بوتين، بالإضافة إلى التطورات المتعلقة بالعقوبات الدولية. الحرب في أوكرانيا لا تزال تشكل تهديدًا للأمن الإقليمي والعالمي، وتؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي، خاصة فيما يتعلق بتصدير الحبوب.
هجمات روسية على موانئ أوكرانيا والبحر الأسود
استهدفت روسيا، في نهاية العام، موانئ أوكرانية حيوية على البحر الأسود، وتحديدًا بيفديني وتشورنومورسك. وأفادت البحرية الأوكرانية والمسؤولون الحكوميون بأن الهجمات، التي نفذت بواسطة طائرات مسيرة، أسفرت عن إصابة سفينتين مدنيتين ترفعان علم بنما، وهما “إماكرس III” و”كابتن كرم”. هذه الهجمات، بحسب المسؤولين الأوكرانيين، لا تمثل تهديدًا لحياة المدنيين فحسب، بل تقوض أيضًا الأمن الغذائي العالمي، خاصة وأن هذه الموانئ تعتبر معابر رئيسية لتصدير القمح.
كما أشارت التقارير إلى تعرض صهاريج تخزين النفط للقصف في نفس المناطق، إلا أن الموانئ استمرت في العمل رغم ذلك. هذه الهجمات تأتي في سياق استمرار روسيا في استهداف البنية التحتية الأوكرانية، بهدف إضعاف قدرة البلاد على المقاومة وتقليل قدرتها على التصدير.
الردود الأوكرانية والهجمات المتبادلة
لم تكتفِ أوكرانيا بالرد اللفظي على الهجمات الروسية، بل قامت بشن هجمات مماثلة على الأراضي الروسية. ففي يوم الأربعاء، تسببت هجمة بطائرة مسيرة أوكرانية في أضرار للبنية التحتية لميناء توابسي الروسي على البحر الأسود، بالإضافة إلى إلحاق أضرار بأنبوب غاز. وتعتبر هذه الهجمات جزءًا من استراتيجية أوكرانية تهدف إلى تعطيل الإمدادات اللوجستية الروسية وتقليل قدرتها على تمويل الحرب.
وفي اليوم السابق، استهدفت أوكرانيا موسكو وأجزاء من غرب روسيا وشبه جزيرة القرم المحتلة بمسيرات، مما أدى إلى إصابة شخص واحد بالقرب من العاصمة. تأتي هذه الهجمات في ظل سعي أوكرانيا لإظهار قدرتها على ضرب الأراضي الروسية، وردع المزيد من الهجمات على أراضيها.
الادعاءات حول استهداف مقر بوتين
في تطور لافت، زعمت روسيا أن أوكرانيا حاولت استهداف مقر فلاديمير بوتين في فالداي بواسطة طائرة مسيرة. لكن هذه الادعاءات قوبلت بشكوك واسعة النطاق. فقد أكدت مصادر فرنسية أن الهجوم “غير مدعوم بأي دليل ملموس”، بينما صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن الأمر “ملفق” بعد مراجعة التفاصيل مع الجانب الأمريكي. وأضاف زيلينسكي أن الشركاء الغربيين قادرون على التحقق من هذه الادعاءات بفضل قدراتهم التقنية.
التحركات الدبلوماسية والاجتماعات القادمة
وسط هذه التطورات المتسارعة، تستعد أوكرانيا لعقد سلسلة من الاجتماعات مع حلفائها في مطلع شهر يناير. ومن المقرر أن يلتقي مستشارو الأمن القومي الأوكرانيون في أوكرانيا يوم 3 يناير، ثم القادة في فرنسا يوم 6 يناير. كما كشف زيلينسكي عن مناقشات جارية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إمكانية وجود قوات أمريكية في أوكرانيا كجزء من ضمانات أمنية.
هذه الاجتماعات تأتي في إطار سعي أوكرانيا لتعزيز دعم حلفائها، والحصول على المزيد من المساعدات العسكرية والمالية لمواجهة التحديات المتزايدة.
تطورات العقوبات الدولية
على صعيد العقوبات، وافقت ألمانيا على دفع مبلغ 10 ملايين يورو لإنهاء تحقيقها مع الملياردير الروسي أليشير عثمانوف، المتهم بانتهاك عقوبات الاتحاد الأوروبي. ويأتي هذا الاتفاق على أساس “افتراض البراءة”، بحسب المدعين الألمان. ويعتبر عثمانوف شخصية مقربة من بوتين، وقد اتُهم سابقًا باستخدام أموال مجمدة لتمويل مشتريات عقارية في ألمانيا.
في المقابل، رفعت الولايات المتحدة العقوبات عن ألكسندرا بوريكو، الرئيسة المالية السابقة لبنك “سبر بانك” الروسي، بعد أن قدمت دعوى قضائية أثبتت فيها أنها انفصلت عن البنك عقب فرض العقوبات. هذه التطورات تظهر مدى تعقيد ملف العقوبات، وكيف يمكن أن يخضع للتعديل بناءً على الظروف والتطورات الجديدة.
الخلاصة: مستقبل غامض لـ الحرب في أوكرانيا
تظل الحرب في أوكرانيا في منعطف حرج، مع استمرار الهجمات المتبادلة، والاتهامات المتبادلة، والتحركات الدبلوماسية المتسارعة. الوضع الإنساني والاقتصادي في أوكرانيا يزداد سوءًا، والأمن الغذائي العالمي مهدد. من الواضح أن الحل لهذه الأزمة يتطلب جهودًا دولية مكثفة، وحوارًا جادًا بين جميع الأطراف المعنية. من الضروري أيضًا مواصلة دعم أوكرانيا، وضمان محاسبة روسيا على أفعالها. المستقبل لا يزال غامضًا، لكن من المؤكد أن الصراع في أوكرانيا سيستمر في التأثير على العالم لسنوات قادمة.



