بدأ تداول الفيديو مرة أخرى بعد الاجتماع الكارثي في المكتب البيضاوي بين ترامب وزيلينسكي، مما زاد من التوترات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وبقية أوروبا.

اعلان

انتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يُفترض أنه يُظهر مظاهرة مؤيدة لدونالد ترامب ومناهضة لأوكرانيا في لندن مؤخرًا، وذلك في أعقاب السلوك العدائي للرئيس الأمريكي تجاه فولوديمير زيلينسكي.

ويُظهر الفيديو حشودًا من الناس في أحد شوارع لندن وهم يلوّحون بأعلام المملكة المتحدة وإنكلترا ومقاطعة ويلز والولايات المتحدة، بينما يهتفون بصوت واحد: “نحن نحب ترامب”.

وقد تمت مشاركة الفيديو على منصتي X وYouTube، مع تعليقات تدّعي أن الاحتجاج يظهر دعم بريطانيا لترامب ورغبة لندن في وقف دعم أوكرانيا ضد الحرب الروسية. بينما يقول آخرون إن حكومة صاحب الجلالة تريد خوض حرب مع روسيا وأنها لا تمثل آراء الشعب البريطاني.

وأثناء البحث العكسي للقطات المتداولة تبيّن أن الفيديو، رغم تصويره لمسيرة مؤيدة لترامب، قديم ولا يمت بصلة للأحداث الراهنة. إذ تعود المشاهد إلى يوليو 2018، خلال زيارة رسمية أجراها الرئيس ترامب إلى المملكة المتحدة أثناء ولايته الأولى.

كما أظهرت مراجعة الصور والتقارير الإخبارية والمنشورات في ذلك الوقت تطابق اللقطات مع المسيرة الأصلية، إلى جانب تحقيقات سابقة لمدققي الحقائق الذين فضحوا زيف الفيديو والمزاعم المصاحبة له.

عاد الفيديو للظهور بعد الاجتماع العاصف بين ترامب وزيلينسكي في المكتب البيضاوي أواخر فبراير، والذي انتهى بتعليق الولايات المتحدة مؤقتًا دعمها العسكري لأوكرانيا، في مقابل تأكيد بريطانيا ودول أوروبية أخرى على دعمها لكييف.

وكانت إدارة ترامب قد رفعت تعليق المساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا بعد محادثات في السعودية في وقت سابق من شهر مارس/آذار، حيث أعربت كييف عن استعدادها لقبول وقف لإطلاق النار مدته 30 يومًا في الحرب مع روسيا، وربطت ذلك بموافقة موسكو.

وتُظهر استطلاعات الرأي باستمرار أن غالبية البريطانيين يؤيدون دعم أوكرانيا، وأن لديهم وجهة نظر سلبية تجاه لترامب وهي ما فتئت تتزايد.

وبشكل عام، يعتقد 19% من البريطانيين أن ترامب يتعامل جيدا مع مسألة الغزو الروسي لأوكرانيا. في المقابل ينظر 64% بسلبية إلى مقاربة الرئيس الأمريكي للنزاع. واللافت أن هذه النسبة كانت تقدر ب 38% في الشهر السابق.

كما ارتفعت في الأسابيع الأخيرة، نسبةُ تأييد البريطانيين لكل من رئيس الوزراء كير ستارمر بفضل موقفه من الحرب في أوكرانيا، وللرئيس فولوديمير زيلينسكي أيضا.

ففي أوائل مارس/آذار، بلغت نسبة المؤيدين لستارمر 31% مقابل 59% من البريطانيين الذين كانت لهم وجهة نظر سلبية تجاهه، وفقًا لموقع يوجوف. ويعكس هذا التحول تغييرا في المزاج الشعبي. ففي منتصف فبراير شباط، بلغت نسبة المؤيدين لرئيس الحكومة البريطانية قرابة 26% أما الذين صنفوه بشكل سلبي فقد قدرت نسبتهم ب 66%.

من جهة أخرى، قفزت نسبة تأييد البريطانيين لزيلينسكي من 64% إلى 71% في الفترة الزمنية نفسها، فيما تراجعت نسبة من لا ينظرون للرئيس الأوكراني بعين الرضى حيث انخفضت من 16% إلى 14%.

على العكس من ذلك بالنسبة لترامب، إذ ارتفعت نسبة عدم المعترضين على سياسته من 73% إلى 80% في المملكة المتحدة، بينما انخفضت نسبة المؤيدين له من 22% إلى 15%.

إضافة إلى ذلك، لم يتم العثور على أي قرينة تعزز الادعاء الذي يزعم أن الحكومة البريطانية تسعى للدخول في حرب مع روسيا – إذ قالت لندن مرارًا وتكرارًا أنها لن تشارك في النزاع، لكنها في الوقت ذاته تدعم أوكرانيا في الدفاع عن نفسها.

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.