منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، قُتل 171 طفلاً فلسطينياً في الضفة الغربية على أيدي إسرائيليين أو قوات إسرائيلية، وأصيب أكثر من 1,000 آخرين بجروح، وفق ما نقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن بيانات الأمم المتحدة.
وفي هذا السياق، قال جوناثان كريكس، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” في فلسطين، إن العام الماضي شهد زيادة مقلقة للغاية في عدد الأطفال الذين قتلوا في أعمال العنف المرتبطة بالنزاع في الضفة الغربية، و “نرى أن هذا الاتجاه مستمر”.
وأضاف كريكس لصحيفة “الغارديان”: إنّ الأطفال يُقتلون ويصابون بجروح خطيرة بشكل منتظم، ومعظمهم بالذخيرة الحية”.
وأشارت الصحيفة إلى أن المسعفين يُمنعون بانتظام من الوصول إلى الأطفال الذين تستهدفهم القوات الإسرائيلية بالرصاص لفترات طويلة.
ومن بين الموجة غير المسبوقة من الهجمات على الأطفال في الضفة الغربية، قُتل محمد مراد أحمد حوشية في 14 حزيران/ يونيو الماضي، وهو مراهق مهووس بكرة القدم، على بعد حوالي 50 مترًا من منزله الواقع على أطراف مخيم للاجئين في جنوب شرق رام الله.
يُظهر الفيديو الذي التقط لحظات قبل الهجوم وهو يركض في شارع فارغ، والجنود في أحد طرفيه. وفي مقطع لاحق يظهر الطفل البالغ من العمر 12 عاماً وهو ملقى ينزف في وسط الشارع الذي لا يزال فارغاً. وقال شهود عيان إن القوات الإسرائيلية منعت المسعفين من الاقتراب منه لمدة 20 دقيقة.
أصغر الضحايا الذين قُتلوا، وفقاً للـ “الغارديان”، كانت طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات، قُتلت عندما كانت تجلس مع والدتها في سيارة أجرة بالقرب من نقطة تفتيش في كانون الثاني/ يناير مطلع العام الجاري.
وذكرت الصحيفة أنه لم يتم توجيه الاتهام لأي جندي في أي واحدة من عمليات إطلاق النار، ولم يتطرق الجيش الإسرائيلي بشكل مباشر إلى الزيادة في عدد الضحايا من الأطفال عندما تم التواصل معه.
وقال الجيش في بيان له إن الأطفال في الضفة الغربية المحتلة ”غالبًا ما يشاركون“ في أعمال الشغب التي يتم فيها إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة والمتفجرات، و”حتى في الأنشطة ضد قوات الأمن والمواطنين الإسرائيليين”.
وأضاف البيان أنه عندما يُقتل فلسطيني، لا يفتح الجيش الإسرائيلي تحقيقًا جنائيًا إذا ”لم يكن هناك اشتباه واضح بارتكاب جنود الجيش الإسرائيلي أي مخالفات“، أو إذا كان الطفل قد شارك في نشاط ”له طبيعة قتالية واضحة”.
وكانت الهجمات الإسرائيلية على الأطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة قد بلغت ذروتها عام 2002، خلال الانتفاضة الثانية، عندما قُتل 85 طفلاً، وفقاً لبيانات منظمة بتسيلم الحقوقية.
وبلغت وتيرة القتل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ضعف هذا المستوى، وقد قُتل معظمهم بالذخيرة الحية، وغالبًا ما كان ذلك بطلقة واحدة في الرأس أو الجسم.