دعا الرئيسان المصري والفرنسي والعاهل الأردني أثناء اجتماعهم في القاهرة لبحث تطورات الحرب في غزة، إلى ضرورة أن تكون مسؤولية حفظ الأمن والنظام في القطاع تحت إشراف السلطة الفلسطينية. وقد أعرب الزعماء الثلاثة عن قلقهم من تفاقم الأوضاع الإنسانية داعين إلى استئناف وقف إطلاق النار حتى يتمكن سكان غزة من الحصول على المساعدات فورا ودون تأخير.
كما رفض القادة الثلاثة مخطط التهجير الذي يستهدف أهالي القطاع وشددوا على ضرورة دعم خطة إعمار غزة المعتمدة أثناء القمة العربية التي احتضنتها القاهرة الشهر الماضي. وهي الخطة البديلة لما اقترحه الرئيس دونالد ترامب الذي أعلن أنه يريد شراء القطاع وتحويله لما سماه ريفييرا الشرق الأوسط.
وقبيل القمة الثلاثية، عقد اجتماع فرنسي مصري، وقّعت خلاله باريس والقاهرة على عدد من الاتفاقيات الثنائية بغية تعزيز سبل التعاون بين البلدين في مجال البحث والتعليم والأعمال.
وخلال مؤتمر مشترك مع نظيره المصري، دعا الرئيس الفرنسي إلى وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الأسرى المحتجزين لدى حماس.
كما أدان الزعيم الأوروبي هجمات تل أبيب على القطاع، قائلًا: ” ندين استئناف الهجمات الإسرائيلية في غزة التي تشكل انتكاسة دراماتيكية للمجتمع المدني والرهائن وعائلاتهم والمنطقة بأسرها.”
وتابع: “يجب استئناف المفاوضات دون أي تأخير وبطريقة بناءة، وأود أن أرحب بالجهود الدؤوبة التي تبذلها مصر لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن.”
وشدد ماكرون على “معارضته الشديدة” لتهجير الفلسطينيين وضم أراض فلسطينية في غزة والضفة الغربية، واصفًا ذلك بأنه “انتهاك للقانون الدولي وتهديد خطير للمنطقة بما في ذلك إسرائيل”.
كما أتى الرئيس الفرنسي على ذكر طهران قائلًا: “نعمل على خلق حل دبلوماسي للأزمة النووية الإيرانية وقد تحدثت مع الرئيس المصري حول هذا الملف الذي يشكل تهديداً لأمن سائر المنطقة”.
من جهته، أكّد السيسي على التفاهم المصري- الفرنسي، مشيرًا إلى أنه ناقش مع ماكرون أهمية الحفاظ على وحدة سوريا و”إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضيها”.
ومن المقرر أن يزور الرئيس الفرنسي، يوم الثلاثاء، ميناء العريش المصري، الذي يبعد 50 كيلومترًا (30 ميلًا) غرب قطاع غزة، للقاء العاملين في المجال الإنساني والأمني وإظهار “سعيه المستمر لوقف إطلاق النار”.
وتأتي القمة الثلاثية بين باريس وعمان والقاهرة، غداة تقديم مصر مقترحًا جديدًا لإسرائيل وحركة حماس لاستئناف المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 50 يومًا.
ورغم أن الأجواء كانت إيجابية إلى حد ما، إلا أن تل أبيب أشارت إلى عدم رضاها الكامل عن المسودة المصرية الجديدة، إذ نقلت القناة 12 عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن مقترح القاهرة “إيجابي لكن هناك فجوات”.