بقلم: يورونيوز
نشرت في
حضرت غزة بقوّة في المشهد الختامي لدوري أبطال أوروبا، إذ تصدّرت صور ومقاطع فيديو لجماهير نادي باريس سان جيرمان الفرنسي منصات التواصل الاجتماعي، إثر رفعهم لافتة ضخمة كُتب عليها “أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة”، خلال المباراة النهائية ضد إنتر ميلان الإيطالي، التي استضافها ملعب أليانز أرينا في ألمانيا.
اللافتة، التي رفعتها الجماهير الباريسية في حدث رياضي يحظى بمتابعة عالمية واسعة، أثارت تفاعلاً كبيراً على الإنترنت، واعتبرها ناشطون تعبيراً مؤثراً عن التضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة، تزامناً مع تتويج باريس سان جيرمان بلقبه الأوروبي الأول بعد فوز ساحق بنتيجة خمسة أهداف دون مقابل.
ورأى عدد من المعلقين أن المشهد حمل دلالة رمزية لافتة، إذ اقترن الإنجاز الكروي برسالة إنسانية قوية. واعتبر مغردون أن “صوت غزة بلغت أصداؤه أهم مباراة على وجه الأرض”، مؤكدين أن التعبير عن القضايا العادلة لم يعد حكراً على المنابر السياسية، بل باتت المدرجات الرياضية ساحة لرفع الوعي والمناصرة.
في المقابل، حذّر آخرون من الاكتفاء بالرمزية، مشددين على أن التضامن الحقيقي يجب أن يُترجم إلى مواقف ضاغطة تنهي الحرب المستمرة في القطاع منذ أكثر من ستمئة يوم. وأشاروا إلى ما وصفوه بـ”الصمت العربي المطبق”، في مقابل ما اعتبروه مواقف أكثر جرأة في بعض المدرجات الغربية.
منصات إعلامية وحقوقية عدّة أشادت بما وصفته بـ”الموقف الجماهيري الشجاع في وجه الوحشية”، معتبرة أن هذه المبادرات تحمل بعداً أخلاقياً يعكس انحيازاً لقيم العدالة والإنسانية.
يأتي هذا في وقت تستمر فيه التحذيرات الدولية من تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، وسط حصار خانق ونقص حاد في الغذاء والماء والدواء، في ظل العمليات العسكرية التي أعقبت هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيلفي السابع من أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واختطاف 251 آخرين، لا يزال 58 منهم محتجزين، وفق التقديرات الإسرائيلية.
وتُبرّر الحكومة الإسرائيلية استمرار الحصار بأنه وسيلة للضغط على حركة حماس من أجل إطلاق سراح الرهائن، بينما تتواصل الحملة العسكرية التي خلّفت، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة، أكثر من 52 ألف قتيل، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى دمار واسع ونزوح الغالبية العظمى من سكان القطاع.