وأوضح سانشيز خلال كلمة ألقاها في فعالية مؤسسة كوتيك (COTEC) أن التزام إسبانيا بالشرعية الدولية وحقوق الإنسان يجب أن يكون دائماً ومتسقاً، “وذلك يشمل أوروبا أيضاً”. وأضاف: “لا ينبغي السماح لأي من روسيا أو إسرائيل بالمشاركة، إذ لا يمكن التسامح مع المعايير المزدوجة، لا في السياسة ولا في الثقافة”. كما عبّر عن تضامنه مع شعوب أوكرانيا وفلسطين الذين “يعانون من عبثية الحرب والقصف”.
وكانت هيئة البث الإسبانية الرسمية (RTVE) قد أعلنت، يوم الأحد، عن نيتها تقديم طعن إلى اتحاد البث الأوروبي، تطالب فيه بإعادة النظر في نظام التصويت الجماهيري المُعتمد في المسابقة.
وذكرت أن “السياق الحالي للصراعات المسلحة، مثل الحرب في غزة، يتطلب إعادة تقييم نظام التصويت، خاصة في الحالات التي تؤثر فيها هذه النزاعات مباشرة على النتائج”.
ووفقاً لتقارير إعلامية إسبانية، فإن هيئة البث الإسبانية الرسمية ليست الوحيدة في هذا المسعى، إذ من المتوقع أن تنضم إليها مؤسسات بث من دول أخرى.
وجاء هذا التحرك بعدما حصلت المشاركة الإسرائيلية، يوڤال رافائيل، على 297 نقطة من تصويت الجمهور، بينها 12 نقطة من 13 دولة مختلفة. ويتيح النظام الحالي لكل مشاهد التصويت حتى 20 مرة باستخدام الجهاز نفسه أو بطاقة الائتمان.
وقال مصدر في هيئة البث الإسبانية الرسمية: “نرى أن نظام التصويت بحاجة إلى مراجعة شاملة في ضوء الأحداث الأخيرة، بهدف ضمان عدالة المنافسة وأن تعكس النتائج فعلاً الذوق الموسيقي للجمهور، بعيداً عن أي تأثيرات سياسية”.
حتى الآن، لم يصدر اتحاد البث الأوروبي رداً رسمياً على طلب هيئة البث الإسبانية الرسمية، لكن مصادر من داخل الاتحاد أكدت أن “أي اقتراح يُقدَّم من مؤسسة عضو يُؤخذ على محمل الجد، وسيُطرح للنقاش خلال الاجتماعات المقبلة للجنة الإدارية”.
تحذير رسمي لهيئة البث الإسبانية الرسمية بعد بث رسالة مؤيدة لفلسطين
وكانت المؤسسة الإعلامية الإسبانية الرسمية قد بثت رسالة سياسية بشأن فلسطين قبيل انطلاق النهائي الكبير لمسابقة يوروفيجن مساء السبت ما اعتبره اتحاد البث الأوروبي خرقا واضحا لقواعد الاتحاد التي تمنع استخدام المسابقة لأغراض سياسية.
وأفادت وسائل إعلام إسبانية بأن الاتحاد وجه تحذيراً رسمياً لهيئة البث الإسبانية الرسمية بعد بثها تصريحات مشابهة خلال نصف النهائي الثاني، إلا أن الأخيرة مضت في بث رسالة جديدة خلال الحفل الختامي.
وكان المعلّقان الإسبانيان جوليا ڤاريلا وتوني أغيلار قد قالا خلال التصفية الثانية: “تجاوز عدد ضحايا الهجمات الإسرائيلية على غزة 50 ألفاً، بينهم أكثر من 15 ألف طفل، بحسب الأمم المتحدة”.
وفي تحدٍ للتحذير، بثت القناة الرسمية الإسبانية قبل انطلاق الحفل الختامي الرسالة التالية: “في مواجهة انتهاكات حقوق الإنسان، لا يمكن السكوت. السلام والعدالة لفلسطين”.
ويفرض اتحاد البث الأوروبي قواعد صارمة لمنع تسييس المسابقة، انطلاقاً من مبدأ أن الموسيقى يجب أن تكون قوة توحيد لا انقسام.