اعلان

أفاد مسؤولان أمنيان غربيان ومسؤول إقليمي لوكالة رويترز، بأن إيران تستعد قريبًا لتسليم روسيا راجمات صواريخ من طراز فتح-360، بعد أن كانت واشنطن قد أعلنت في وقت سابق أن طهران قد زوّدت موسكو بهذه الصواريخ العام الماضي لاستخدامها ضد أوكرانيا.

إذا تمت عملية التسليم، فإن هذه الراجمات ستعزز الهجوم الروسي المتواصل على الجارة الغربية، وتؤكد على عمق العلاقات الأمنية المتنامية بين موسكو وطهران.

يبلغ مدى صواريخ فتح-360 حوالي 120 كيلومترًا، ما يمنح قوات الكرملين سلاحًا جديدًا لاستهداف الجيش الأوكراني في الخطوط الأمامية والأهداف العسكرية القريبة وحتى مراكز التجمعات السكانية القريبة من الحدود الروسية، وفقًا للمحللين.

كانت الولايات المتحدة قد أعلنت في أيلول/ سبتمبر الماضي أن إيران سلّمت هذه الصواريخ إلى روسيا عبر تسع سفن تحمل العلم الروسي – وهي سفن فُرضت عليها لاحقًا عقوبات – لكن ثلاثة مصادر أبلغت وكالة رويترز حينها بأن الراجمات لم تكن مشمولة في الصفقة.

ويبدو أن تسليم الراجمات بات وشيكًا، وفق المصادر الجديدة التي امتنعت عن تقديم مزيد من التفاصيل حول أسباب التأخير أو سبب عدم تسليم الراجمات مع الصواريخ سابقًا.

جدير بالذكر أن موسكو وطهران سبق أن أنكرتا إرسال أسلحة أو صواريخ لدعم الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في شباط/ فبراير 2022. لكن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين وأوكرانيين أكدوا أن الجمهورية الإسلامية زوّدت روسيا بآلاف الطائرات المسيّرة وقذائف المدفعية.

وفي إشارة محتملة إلى صواريخ فتح-360، كان الجنرال الأمريكي كريستوفر كافولي، قائد القيادة المركزية الأمريكية، قد أبلغ المشرّعين الشهر الماضي أن إيران زوّدت روسيا بأكثر من 400 صاروخ باليستي قصير المدى.

عقبة محتملة أمام جهود السلام

قد يؤدي نشر هذه الصواريخ إلى تعقيد جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتوسط في وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا، وكذلك جهوده لعقد اتفاق منفصل مع إيران بشأن برنامجها النووي.

وأشار المسؤول الإقليمي إلى أن المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران، بوساطة عمانية، هي من بين “عدة أسباب” أخّرت تسليم الراجمات. وقد شهدت هذه المفاوضات بعض الاضطرابات مؤخرًا، رغم أن إيران أعلنت يوم الجمعة موافقتها على عقد جولة رابعة من المحادثات في عمان يوم الأحد.

وصرّح جاك واتلينغ، الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI)، بأن المسؤولين الإيرانيين يعتبرون مسألة إرسال الأسلحة إلى روسيا منفصلة تمامًا عن المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة. وقال: “الإيرانيون لا ينظرون إلى التفاوض على القضايا النووية باعتباره مرتبطًا بما يمكن أن يفعلوه بالتعاون مع الروس”.

وأشار المحللون إلى وجود تعقيد آخر محتمل، إذ اضطرت إيران سابقًا إلى تعديل شاحنات تجارية أوروبية لتركيب راجمات فتح-360 الخاصة بها، وقد تكون مضطرة للقيام بالتعديلات نفسها لصالح روسيا، خصوصًا في ظل الخسائر الكبيرة للمركبات التي تكبّدها الجيش الروسي في أوكرانيا.

برأي الخبراء، فإن وصول هذه الراجمات سيتيح لروسيا تكثيف الضغط على أوكرانيا. وقال فابيان هينز، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: “سيصبح بإمكان القوات الروسية تنفيذ ضربات بشكل أسرع بكثير ضد أهداف عالية القيمة، لأن فتح-360 لا تحتاج إلى الكثير من التحضيرات قبل الإطلاق، ووقت طيرانها قصير جدًا”.

كما أشار المحللون إلى أن نشر فتح-360 قد يسمح لروسيا بالحفاظ على صواريخها الأكثر تقدمًا، مثل صواريخ إسكندر، للضربات طويلة المدى ضد البنية التحتية الحيوية، مما يشكل ضغطًا إضافيًا على أنظمة الدفاع الصاروخي الأوكرانية المحدودة.

شاركها.
اترك تعليقاً