بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

زار وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، زنزانة الأسير الفلسطيني البارز مروان البرغوثي، الذي بدا في حالة صحية سيئة، وهدده قائلًا: “من يتلاعب بأمن إسرائيل، ومن يقتل أطفالنا ونساءنا، سنقضي عليه”.

وقد انتشر مقطع مصوّر يوثّق هذه المشاهد على وسائل التواصل الاجتماعي، مثيرًا استياء عدة جهات فلسطينية، بما فيها السلطة الفلسطينية التي عبّرت عن قلقها من تصرف الوزير اليميني المتطرف.

وكانت هذه أول مرة يظهر فيها البرغوثي، المحكوم بخمس مؤبدات، منذ عقود. وهو متهم بالمسؤولية عن عمليات نفذتها مجموعات مسلّحة محسوبة على حركة فتح، وأدت إلى مقتل وإصابة إسرائيليين خلال ما يُعرف بالانتفاضة الثانية.

ومنذ هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يقبع البرغوثي في زنزانة انفرادية في سجن “غانوت”، وتقول هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني إن مصلحة السجون الإسرائيلية “تقوم بتعذيبه داخل السجن”، وأنه يتعرض لضرب مبرح يهدد حياته، وهي اتهامات تنفيها الدولة العبرية.

في المقطع المصوَّر، يظهر بن غفير وهو يقول للأسير البالغ 66 عامًا: “لن تنتصروا علينا. من يتلاعب بأمة إسرائيل، ومن يقتل أطفالنا ونساءنا — سنقضي عليهم. يجب أن تعرف هذا، [هذا ما حدث] على مر التاريخ”، بينما يهزّ له البرغوثي برأسه ثم يحاول مقاطعته، لكن الفيديو ينتهي دون أن نعرف ما كان رد الأخير.

وإلى جانب بن غفير، يظهر خلال الزيارة رئيس مصلحة السجون الإسرائيلية (IPS) كوبي ياكوبي، وهو حليف مقرّب منه.

وعند انتشار الفيديو، عبّرت عائلة البرغوثي عن قلقها على حياته، وقالت زوجته، فدوى، وهي محامية قادت حملة دولية تهدف إلى تأمين إطلاق سراحه، إنها لم تتعرف على ملامح زوجها في المقطع، مضيفة في بيان: “ربما جزء مني لا يريد أن يعترف بكل ما يعبر عنه وجهك وجسدك، وما عانيته أنت والسجناء الآخرون”.

وتابعت: “ما زالوا، مروان، يطاردونك ويلاحقونك حتى في الزنزانة الانفرادية التي تعيش فيها منذ عامين. ما زال الاحتلال ورموزه في صراع معك، وما زالت الأغلال على يديك، لكنني أعرف روحك وعزمك، وأعرف أنك ستبقى حرًا، حرًا، حرًا”.

من جهته، أدان حسين الشيخ، نائب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، الفيديو ووصفه بأنه “ذروة الإرهاب النفسي والأخلاقي والجسدي الذي يُمارَس ضد السجناء، وانتهاك للاتفاقيات والمعايير الدولية والإنسانية”.

وقال في بيان: “هذا يمثل تصعيدًا غير مسبوق في سياسة الاحتلال ضد السجناء الفلسطينيين، مما يستلزم تدخلًا فوريًا من المنظمات والمؤسسات الدولية لحمايتهم”.

ويُعتبر البرغوثي أحد رموز القيادة الفلسطينية، وكان قد اعتُقل غير مرة على يد القوات الإسرائيلية، وأُبعد عام 1986 عن بلده، ثم عاد إليه عام 1994 بموجب اتفاقية أوسلو، حيث جرى انتخابه نائبًا لمسؤول ملف القدس في فتح، فيصل الحسيني، وأمين سر حركة فتح في الضفة الغربية، كما انتُخب عضوًا في المجلس التشريعي للحركة ذاتها، ويُعتبر أول نائب فلسطيني تعتقله السلطات الإسرائيلية وتحكم عليه بالسجن المؤبد.

وخلال عمليات التفاوض بين حماس وتل أبيب في يناير/ كانون الثاني الماضي، كان قد تردد اسم الأسير في صفقات تبادل الأسرى، وقد ذكرت بعض المصادر أن حماس وقطر ومصر تحاول الضغط لإطلاق سراحه من بين دفعات الأسرى، إلا أن السلطات الإسرائيلية كانت ترفض ذلك.

شاركها.
اترك تعليقاً