أُعلن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله وبدأ سكان الجنوب اللبناني يعودون إلى ديارهم وقراهم، على الأقل في الأماكن التي سُمح لهم بالعودة إليها. لكن المشهد لم يتغير كثيرا في الجهة المقابلة.
إذ إن سكان شمال الدولة العبرية الذين هجرتهم ضربات الحزب وصواريخه لم يعودوا. ولا يعوّل الكثيرون منهم على عودة قريبة لبيوتهم وللحياة التي ألفوها يوما.
وتنص الهدنة التي تم التوصل إليها بين تل أبيب وحزب الله على وقف لإطلاق النار مدته شهران ينسحب خلالهما عناصر التنظيم إلى شمال نهر الليطاني مقابل خروج الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية إلى الجهة المقابلة من الخط الأزرق.
وتقول إسرائيل إنها تحتفظ لنفسها بما تقول إنه حقها في الرد على أي خرق لوقف إطلاق وفق تفسيرها وهو ما حدث بالفعل طيلة الأيام الأربعة التي تلت الإعلان عن الاتفاق حيث استهدفت الغارات عدة قرى وأماكن جنوب لبنان متسببة في مقتل وجرح عدة أشخاص.
وكانت الدولة العبرية قد وضعت عودة عشرات الآلاف من النازحين الإسرائيليين إلى بيوتهم في الشمال هدفا لحربها ضد حزب الله.
ورغم تصريحات الساسة في هذا البلد، يبدو أن السكان الإسرائيليين في تلك المناطق لا يزالون على موقفهم الرافض للعودة إلى بيوتهم خوفا من حزب الله ولانعدام ثقتهم في قدرة قوات اليونيفيل على فرض احترام اتفاق وقف إطلاق النار وقبل ذلك كله غضبهم الشديد من حكومة بنيامين نتنياهو التي لم تكن في مستوى التحدي حسب رأيهم. بل إن الكثيرين من هؤلاء السكان أعربوا عن رغبتهم في بدء حياة جديدة بعيد عن مصيدة الشمال.
وأسفرالقتال بين إسرائيل وحزب الله عن مقتل أكثر من 3760 شخصًا في لبنان بنيران إسرائيلية، بينهم عدد كبير من المدنيين، وفقًا لوزارة الصحة اللبنانية. في المقابل، سجلت إسرائيل أكثر من 70 قتيلاً، تجاوز نصفهم من المدنيين، بالإضافة إلى عشرات الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا خلال القتال في جنوب لبنان أو بضربات لحزب الله.