بقلم: يورونيوز
نشرت في
اعلان
رفض الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، بشكل قاطع، الاتهامات الأمريكية الموجهة إليه شخصياً بقيادة شبكة لتهريب المخدرات، معتبراً إياها “زائفة تماماً”، وداعياً نظيره الأمريكي دونالد ترامب إلى “الحوار والتفاهم” لتفادي ما وصفه بـ”نزاع مسلح كارثي على القارة بأكملها”.
وجاء الرد الرسمي في رسالة رسمية وجهها مادورو إلى ترامب بتاريخ 6 أيلول/سبتمبر نقلت عبر وسيط وفقاً للحكومة الفنزويلية، أي بعد أيام فقط من نشر الولايات المتحدة أسطولاً حربياً صغيراً في جنوب البحر الكاريبي، قبالة السواحل الفنزويلية، وتنفيذ عمليات عسكرية استهدفت قوارب قال البنتاغون إنها تُستخدم في تهريب المخدرات.
وأسفر الهجوم الأول – الذي نُفذ قبل إرسال الرسالة – عن مقتل 11 شخصاً، تبعه هجومان آخران، رغم المناشدات الرسمية الصادرة من كراكاس للحفاظ على السلام. وفي الهجوم الأخير، الذي أعلن عنه ترامب شخصياً يوم الجمعة الماضي دون تحديد موقعه، أكدت وكالة مكافحة المخدرات في جمهورية الدومينيكان والسفارة الأمريكية هناك، يوم الأحد، أن العملية جرت شمالاً قبالة سواحل الدومينيكان، وأسفرت عن مقتل 3 أشخاص.
وتضمنت الرسالة نفياً صريحاً لكل الادعاءات الأمريكية، مع وصفها بأنها “أسوأ أخبار زائفة تُنشر ضد فنزويلا”، محذراً من أن التصعيد العسكري الحالي “قد يجرّ المنطقة إلى مواجهات لا تحمد عقباها”.
كما أشار مادورو إلى أن خمسة بالمئة فقط من المخدرات المنتَجة في كولومبيا تُهرَّب عبر بلاده، وأن السلطات الفنزويلية أحبطت ودمّرت 70 بالمئة منها.
وتتهم واشنطن مادورو بالتورط في تجارة المخدرات وعرضت مكافأة بـ50 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه.
كما نشرت الولايات المتحدة عدة سفن حربية في الكاريبي وعشر طائرات مقاتلة من طراز إف-35 في بورتوريكو، وهي جزيرة تابعة للولايات المتحدة في البحر الكاريبي، في إطار حربها على كارتيلات المخدرات.
فنزويلا تستعرض ترسانتها العسكرية
من جهتها نشرت فنزويلا أكثر من 2,500 جندي في مناورات عسكرية استمرت ثلاثة أيام في جزيرة لا أورشيلا، حيث استعرضت طائرات سوخوي الروسية المقاتلة المسلحة بصواريخ مضادة للسفن رداً على تمركز سفن حربية أمريكية في كارايباس.
وشرعت فنزويلا في تنفيذ مناورات عسكرية تحمل اسم “كاريبي سوبيرانو 200″، حشدت خلالها أكثر من 2500 جندي في جزيرة لا أورشيلا الواقعة في البحر الكاريبي.
وتشمل هذه التدريبات عمليات جوية وبحرية وبرية بمشاركة 12 سفينة من مختلف الفئات، و22 طائرة، وحوالي 20 زورقًا عسكريًا، وفق ما أعلن وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو.
وأظهرت صور بثها التلفزيون الحكومي “VTV” عمليات إنزال برمائية، وتدريبات للسفن الحربية، وتحليق مقاتلات فوق المنطقة. وأكد بادرينو أن هذه المناورات، التي بدأت يوم الأربعاء، تأتي ردًا على نشر الولايات المتحدة سفنًا حربية في المنطقة.
إلى جانب المناورات، عرضت فنزويلا طائرات مقاتلة روسية الصنع من طراز سوخوي سو-30 MK2 تابعة للمجموعة الجوية المقاتلة الثالثة عشرة “ليونز”، ومجهزة بصواريخ مضادة للسفن من طراز خ-31 “كريبتون”.
جاءت المناورات بعد يوم واحد فقط من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة هاجمت ثلاث سفن في البحر الكاريبي، زاعمة أنها كانت تحمل مخدرات قادمة من فنزويلا.
وفي موازاة ذلك، علّق ترامب على منصته “تروث” منتقدًا حكومة مادورو، ودعاها إلى قبول جميع السجناء ونزلاء المصحات العقلية الموجودين حاليًا في الولايات المتحدة.
ورغم التصعيد، أكد مبعوث ترامب للمهام الخاصة ريتشارد غرينيل أن الباب لا يزال مفتوحًا أمام إمكانية التوصل إلى اتفاق مع فنزويلا لتجنب الحرب.