من أبرز الصواريخ التي كثر الحديث عنها في الآونة الأخيرة: تلك التي توصف بأنها عابرة للقارات، وتستطيع قطع مسافات طويلة في وقت قياسي، وقد استُخدمت في الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة، وفي حروب الشرق الأوسط. فماذا تعرف عن الصواريخ البالستية؟
تبعا لتصنيف معاهدة ستارت الجديدة لخفض الأسلحة النووية بين الولايات المتحدة وروسيا، ثمة صواريخ بعيدة المدى، وأخرى متوسطة. فهل التزمت الأطراف بتفاصيل تلك المعاهدة؟
تفيد صحيفة “أوكرينسكا برافدا” الأوكرانية نقلاً عن مصادر لم تسمها أن الصاروخ الباليستي العابر للقارات، الذي تقول كييف إن موسكو أطلقته اليوم الخميس على مدينة دنيبرو كان من طراز آر إس 26 (RS-26 Rubezh).
ورغم تلك التصريحات، قالت مصادر في وزارة الدفاع إن هناك شكوكا حول ما إذا كان السلاح المستخدم هو من ذلك الطراز، وأضافت أن من الصعب إجراء تقييم دقيق باستخدام الصورة المتوفرة، حسبما ورد على وكالة رويترز.
رغم أن الصواريخ بأنواعها زاد الحديث عنها مؤخرا، ضمن التصعيد الذي تشهده الحرب الروسية الأوكرانية، إلا أن هناك بعض الحقائق التي يجب الإشارة إليها. فهل تعرفها؟
إن الصاروخ الباليستي هو سلاح صاروخي موجه ذاتيًا يسقط فوق هدفه بفعل قوة الجاذبية. ويشير مصطلح آي سي بي إم (ICBM) إلى أن الصاروخ الباليستي يزيد مداه عن 5500 كيلومتر أي ما يوزاي 3420 ميلاً.
وقال مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي سي إس آي إس (CSIS) إنه على الرغم من تصنيف آر 26 على أنه صاروخ باليستي عابر للقارات، إلا أنه يمكن اعتباره كذلك من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى، وذلك إذا ما تم استخدامه رفقة حمولات أثقل على مسافات أقل من 5500 كيلومتر.
سرعة عالية على مدى منخفض
يمكن إطلاق الصواريخ الباليستية بما في ذلك الصواريخ الباليستية العابرة للقارات على مدى منخفض -ما يعني أن مسارها يبقى داخل الغلاف الجوي ولا تدخل الفضاء- الأمر الذي يؤدي إلى زيادة استهلاك الوقود وتقليل المدى.
تطير الصواريخ الباليستية العابرة للقارات بسرعة عدة كيلومترات في الثانية. فالصاروخ الباليستي العابر للقارات القادم من روسيا قد يستغرق حوالي 40 دقيقة للوصول إلى هدف في الولايات المتحدة، وفقًا لمصدر عسكري.
وقد تستغرق رحلة تنطلق من منطقة أستراخان الروسية إلى دنيبرو في أوكرانيا، -وهي رحلة تزيد عن 700 كيلومتر- أقل من عشر دقائق. ويذكر أن نقطة الانطلاق المفترضة هذه، هي التي قالت القوات الجوية الأوكرانية إن السلاح أطلق منها اليوم الخميس.
نجح أول اختبار عام 2012
تم تصميم الصواريخ الباليستية العابرة للقارات لحمل رؤوس حربية نووية، على الرغم من أنها من الناحية الفنية يمكنها أن تحمل أي حمولة بنفس الكتلة أو أقل، مع إجراء بعض التعديلات. ولم يكن هناك أي اقتراح لإطلاق سلاح نووي يوم الخميس.
جدير بالذكر أن صاروخ RS-26 يصل مداه إلى 5800 كيلومتر، وفقًا لجمعية الحد من الأسلحة التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها.
وقال مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن RS-26 تم اختباره بنجاح لأول مرة في عام 2012، ويقدر طوله باثني عشر مترًا، ووزنه بستة وثلاثين طنًا، ويمكنه أن يحمل رأسا حربيا نوويا يبلغ وزنه 800 كغم (1760 رطلاً). ولم يدخل حيز الاستخدام بشكل رسمي، وفقاً للخبراء.