نشرت في •آخر تحديث
برّر محافظ دمشق ما فعلته تل أبيب في سوريا من غارات وقضم للأراضي، ورأى أن سببه هو القلق من القيادة الجديدة. فقال: “إن إسرائيل قصفت قليلا وتقدمت قليلا”.
فعن القصف “قليلا”، أراد مروان أن يتحدث عن نحو 500 غارة على سوريا أما التقدم “قليلا”، فهي إشارة لاحتلال إسرائيل مزيدا من الأراضي في بلاده.
بعد الضجة التي أثارتها تصريحاته بشأن إسرائيل ورغبته في السلام معها، حاول محافظ دمشق الجديد النأي بنفسه عن عبارات تفوّه بها، وقال إن السلام الذي كان يقصده هو السلام والتعايش الداخلي، وأنه أن السياسة الخارجية من اختصاص أناس آخرين في الإدارة الحالية. وأضاف بأن الله هو الرقيب على ما قال ونوى.
لكن رغم هذا التراجع، فإن تسجيل المقابلة التي أجرتها معه إذاعة NPR الأمريكية كان واضحا، ولا تحتمل الكلمات التي قالها أي لبس.
فماهر مروان أثناء الحوار لم ير مانعا في التواصل مع إسرائيل، بل إنه تفهم مخاوف الدولة العبرية من حكومة أحد الشرع المكنى سابقا بأبو محمد الجولاني.
وتصريحاته التي تنصل منها تُفسَّر أن سوريا على أعتاب مرحلة سقطت فيها كل المحرّمات والمستحيلات، حيث تبدو الواقعية السياسية هي التي تحرك حكام دمشق الجدد الذين أسقطوا نظام بشار الأسد.
كما قال حاكم محافظة دمشق المعيّن حديثا إنه من الطبيعي أن تكون لدى تل أبيب بعض القلق من الحكام الجدد في البلاد وأضاف: “نحن نريد السلام وسوريا تريد علاقات أفضل مع إسرائيل.”
وبرّر ما فعلته الدولة العبرية في سوريا مؤخرا من غارات وقضم للأراضي، ورأى أن سببه هو القلق الذي يساور تل أبيب من القيادة الجديدة. فقال: “إن إسرائيل شعرت بالخوف، فقصفت قليلا وتقدمت قليلا”.
فعن القصف “قليلا”، أراد مروان أن يتحدث عن قرابة 500 غارة شنتها إسرائيل على عدة مناطق في سوريا منذ سقوط النظام.
أما التقدم “قليلا”، ففي ذلك إشارة لاحتلال تل أبيب مؤخرا مزيدا من الأراضي في الجولان السوري الذي تسيطر على معظمه منذ نكسة حزيران. ومن تلك الأراضي المنطقة المنزوعة السلاح التي نصت عليها اتفاقية وقف الاشتباك عام 1974 والمقدّرة مساحتها 400 كم مربع، حتى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في وقت سابق إن تلك الاتفاقية قد سقطت.
كما توغلت الدولة العبرية أكثر في الأراضي السورية، واحتلت قمة جبل الشيخ البعيدة عن الجولان بـ10 كيلومترات. وقد صعد إثرها نتنياهو فوق أعلى نقطة في الجبل ليكون بذلك أول مسؤول إسرائيلي يطأ أرضا سورية باستثناء الجولان المحتل. وقال وقتها إنه كان في نفس المكان قبل 53 عاما حيث سبق له أن خدم كجندي في جبل الشيخ حين كان في الجيش.
“مشكلتنا ليست إسرائيل”
وفي موقف يناقض تماما السردية أيام نظام بشار الأسد، صرح ماهر مروان قائلا: “لا خوف لدينا تجاه إسرائيل. لأنه مشكلتنا ليست إسرائيل ولا نريد أن نعبث بأمنها”.
وقالت القناة إن المسؤول السوري كان يتحدث بالنيابة عن رجل دمشق القوي أحمد الشرع زعيم هيئة تحرير الشام وأضافت أنه لم يأت على ذكر الملف الفلسطيني ولا الحرب الدائرة في غزة ورأت أن هذا يتسق مع رؤية أحمد الشرع الذي سبق له وقال إنه لا يريد الدخول في صراع مع إسرائيل.
وفي محاولة لطمأنة الجار الذي كان بالأمس عدوا لدودا، تعهد مروان بأن الإدارة الجديدة في سوريا لا تنوي التدخل في أي شيء قد يهدد أمن إسرائيل أو أمن أي دولة أخرى.
وقال مروان أيضا ” هناك ناس يريدون التعايش. يريدون السلام ولا يريدون النزاعات “.
برغماتية وواقعية سياسية
هذا التصريح ليس الوحيد الذي يعبر عن مقاربة النظام الجديد، فقد سبقته تصريحات أخرى تصب في نفس الاتجاه خصوصا فيما يخص الموقف من تل أبيب.
وهو يعكس رغبة حكام سوريا الجدد في الحصول على قبول المجتمع الدولي بهم بعد الإطاحة بحكم بشار الأسد بعد 24 عاما منها 14 سنة من الحرب الأهلية.
فمن خلال هجوم خاطف لم يدم أكثر من 11 يوما، أسقط هؤلاء بقيادة هيئة تحرير الشام التي ارتبطت يوما بتنظيمي القاعدة وداعش، حكما عمره نصف قرن إذا أخذنا في الاعتبار حكم الأسد الأب.
وأثناء اللقاء مع NPR، دعا محافظ دمشق الجديد واشنطن للتوسط حتى يكون لسوريا الشرع علاقات أفضل مع إسرائيل. كما أن مسؤولا أمريكيا لم يرد الكشف عن اسمه قال للقناة أن أمريكا نقلت للدولة العبرية رسالة من هيئة تحرير الشام.
وختم مروان مقابلته بالقول: “نحن نريد السلام ولا نستطيع أن نكون ندّا لإسرائيل ولا لأي أحد”.