اعلان

وصف عالم السياسة الروسيّ سيرغي ماركوف صفقة المعادن بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بأّنها “استعباد استعماريّ جديد لأوكرانيا”.

وفي مقابلة صحافية رأى المستشار السابق والمؤيد للرئيس فلاديمير بوتين، أنّ الاتفاق “يهدف إلى تأمين الأموال للشركات الأمريكية المتوقّع إنشاؤها في المستقبل”.

وقال: “هذا استعباد نيو – كولونيالي لأوكرانيا. من المفترض أن يمتص هذا الاتفاق ثروات أوكرانيا المسكينة لعقود مقبلة. إنّه تجلٍّ واضح للاستعمار الجديد المعاصر، وللطبيعة الإجرامية للنظام الأوكراني، الذي يتاجر ويبيع مستقبل سكان أوكرانيا المساكين” وفق تعبيره.

ووقّعت أوكرانيا والولايات المتحدة، يوم الأربعاء، صفقة المعادن النادرة، التي تتيح لواشنطن الوصول إلى الموارد الطبيعية الأوكرانية، وهو “تعويض” طالبت به الإدارة الأمريكية مقابل مليارات الدولارات التي قدمتها لكييف في الحرب.

وأكّد ماركوف أنّ الكرملين يريد إنهاء الحرب بأسرع وقت ممكن، لكنّه “لا يمكنه ترك أوكرانيا محتلة من أعداء روسيا على شكل مستشارين ومتخصصين من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لاستخدامها مستقبلا كمنصة للهجوم ضد روسيا”.

وينص اتفاق المعادن على إنشاء صندوق استثماري مشترك لإعادة إعمار أوكرانيا، ويرى عدد من المراقبين أن الصفقة كانت محوريّة بالنسبة لكييف حتى تعود المياه إلى مجاريها مع واشنطن. إذ من شأنها أن تخفف من حدة التنافر بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

ومن المتوقّع ألّا تؤثر صفقة المعادن على جهود أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وقال ماركوف: “بوتين لا يخشى غضب ترامب، ولا يخاف من أي عقوبات جديدة. روسيا دولة مستقلة، ولم تخف من نابليون ولا من هتلر”، مشيرًا إلى أن “روسيا ترى أن ترامب صادق في رغبته بالسلام وإنهاء الحرب الأوكرانية وخروج أمريكا منها”.

وكان الرئيس الأمريكي قد صرّح في وقت سابق بأنّه “الوحيد القادر على التأثير على بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا”، وأن واشنطن تبذل جهود وساطة بين الطرفين الروسي والأوكراني لإنهاء الحرب.

وقد ساد التوتر بين الرئيسين الأمريكي والأوكراني وسط تباين كبير في مواقفهما تجاه مسار إنهاء الحرب في أوكرانيا. حيث شهد البيت الأبيض قبل أشهر مشادة كلامية بين ترامب ونائبه من جهة، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي من جهة أخرى.

وقال ترامب في وقت سابق إن “ضمّ روسيا شبه جزيرة القرم بات أمرًا خارج النقاش”، وهو ما رفضه زيلينسكي وأصرّ على توصيفه بالاحتلال.

ولفت ماركوف إلى أنّ رفع العقوبات الأمريكية عن روسيا أمر مهم بالنسبة إليها، لكنّه “ليس مهما للجميع، فالسكان والشركات الحكومية غير مهتمة للأمرـ والعقوبات لا تؤثر كثيرا على الاقتصاد الروسي” وفق تعبيره.

وأضاف “لن نبيع مصالح بلدنا مقابل رفع العقوبات”.

وما زال الوصول إلى اتفاق لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا غير واضح المعالم، رغم إبداء مختلف الأطراف رغبتها في ذلك، خصوصا مع استمرار الضربات العسكريةالمتبادلة بين موسكو وكييف.

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.