منعت الشرطة التركية عددا من المظاهرات العمّالية من الوصول إلى ميدان تقسيم، في قلب مدينة اسطنبول، وأُغلقت الجسور فوق القرن الذهبي، كما تم تعليق حركة العبّارات في مضيق البوسفور.
وفيما أغلق مئات المتظاهرين الطرقات، تم تعليق خدمات النقل العام في أكبر المدن التركيّة، ضمن استعدادات الشرطة لمظاهرات عيد العمّال في الأول من أيار / مايو.
وأشارت منظمّات حقوقيّة إلى اعتقال أكثر من 200 متظاهر قرب ميدان تقسيم، ومن بينهم محامون كانوا يحاولون متابعة وضع المعتقلين.
كما ألقت شرطة مكافحة الشغب القبض على نحو 35 من أعضاء حزب التحرير الشعبي اليساريّ، ممن حاولوا اختراق الحواجز.
وكتب محافظ إسطنبول المعين من قبل الحكومة داوود غل، على منصة “إكس” مساء الأربعاء: “الدعوات إلى الذهاب إلى تقسيم ليست مجرد دعوة للاحتفال، بل هي محاولات تحريضية تهدف بوضوح إلى خلق بيئة من الصراع مع قوات الأمن”.
وركزّت تظاهرات اسطنبول التي نظّمتها أحزاب المعارضة على المطالبة بالإفراج عن عمدة المدينة إكرام إمام أوغلو الذي يوجد رهن الاعتقال منذ في آذار / مارس الماضي. حيث وجه له القضاء التركي تهمًأ بـ”الفساد والإرهاب”. وقد أدّى اعتقاله إلى تظاهرات تعدّ من الأضخم التي شهدتها تركيا.
ومن داخل سجنه، نشر إمام أوغلوعلى حسابه في منصة إكس بمناسبة عيد العمّال قائلًأ: “الأيام التي ستنتهي فيها المحظورات والقمع قريبة جداً. نحن قريبون من اليوم الذي سنحتفل فيه بالأول من أيار / مايو مع ملايين الأشخاص في تقسيم بحماس”.
كذلك أفادت وسائل إعلام معارضة، بأنّ السلطات اعتقلت الخميسمتظاهرين في منطقة شيلشلي شمال ميدان تقسيم. كما أوقف عشرات الطلاب والناشطين السياسيين ومسؤولي النقابات يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين في العاصمة أنقرة، وفي مدينة إزمير ثالث أكبر المدن التركية.
وكان من المقرر تنظيم مسيرتين من قبل حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، والنقابات العمالية في الجانب الآسيوي من اسطنبول.
وركزّت السلطات الأمنيّة انتشارها وإجراءاتها الأمنيّة في القسم الأوروبي من المدينة، حيث جرت العادة على تنظيم مظاهرات عيد العمال في ميدان تقسيم كل سنة.