بقلم:&nbspRory Sullivan&nbsp&&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

فجّر زهران ممداني، الاشتراكي الديمقراطي البالغ من العمر 33 عامًا، مفاجأة سياسية كبيرة في الولايات المتحدة، إذ يستعد ليكون المرشح الديمقراطي في انتخابات عمدة نيويورك المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

بعد الجولة الأولى من فرز الأصوات في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، حقق ممداني تقدمًا واضحًا على منافسيه، من بينهم حاكم نيويورك السابق أندرو كومو. ونجح هذا الوجه السياسي الجديد نسبيًا في حصد 43% من الأصوات، مستفيدًا من دعم شعبي واسع، مقابل 36% حصل عليها كومو.

وعلى الرغم من أن النتائج النهائية لفرز الأصوات لن تُعرف قبل يوم الثلاثاء، فقد أقر كومو بخسارته أمام ممداني، معلنًا أنه سيدرس إمكانية الترشح كمستقل. وقال كومو عن ممداني: “هذه الليلة هي ليلته. لقد استحقها. لقد فاز”.

في الوقت نفسه، تعهّد ممداني، متحدثًا من على سطح أحد المنازل في كوينز في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، بأن “يكون عمدة لكل نيويوركي” في حال فوزه بالمنصب. وجدد الشاب البالغ من العمر 33 عامًا، كما فعل طوال حملته الانتخابية، التزامه بدعم الطبقة العاملة في المدينة.

وقال ممداني: “لا ينبغي أن تكون الحياة الكريمة امتيازًا لقلة محظوظة، بل يجب أن تكون حقًا تضمنه حكومة المدينة لكل فرد من سكان نيويورك”.

كما جدّد تعهده بجعل خدمات الحافلات مجانية، إضافة إلى تجميد الإيجارات للمستأجرين المستقرين.

لقد كان الصعود السياسي لهذا المرشح المنتمي إلى جيل الألفية استثنائيًا. لكن من هو ممداني، وكيف تمكن من شق طريقه إلى صدارة السباق المحتدم على منصب العمدة داخل الحزب الديمقراطي؟

صعود سياسي سريع

وُلد ممداني في أوغندا، وانتقل إلى نيويورك عندما كان في السابعة من عمره، قبل أن يحصل على الجنسية الأمريكية في عام 2018. والدته تعمل مخرجة سينمائية، فيما يشغل والده منصب أستاذ في جامعة كولومبيا.

بعد حصوله على شهادة في الدراسات الأفريقية من كلية بودوين في ولاية ماين، عمل ممداني مستشارًا للإسكان في كوينز، حيث قدّم الدعم لأصحاب المنازل من ذوي الدخل المحدود (من المجتمعات غير البيضاء)، وذلك في معركتهم ضد الإخلاء.

ويقول إن هذه التجربة هي التي دفعته إلى دخول عالم السياسة.

حقق الاشتراكي الديمقراطي، الذي كان يقدّم موسيقى الراب سابقًا تحت اسم “مستر كارداموم”، أول انطلاقة سياسية له في عام 2020، حين انتُخب عضوًا في مجلس الولاية لتمثيل عدد من أحياء كوينز، من بينها مرتفعات أستوريا.

خلال سنوات عمله في المجلس التشريعي للولاية في ألباني، لم يُقر سوى ثلاثة من مشاريع القوانين التي قدّمها ممداني، ما جعله عرضة للانتقادات.

كان كومو، منافسه داخل الحزب الديمقراطي، من بين أبرز الذين شككوا في خبرة ممداني السياسية.

قال كومو، الذي استقال من منصب حاكم نيويورك في آب/ أغسطس 2021 إثر فضيحة تحرش جنسي: “لم يتعامل يومًا مع مجلس المدينة. لم يتعامل يومًا مع الكونغرس“.

وأضاف: “لم يسبق له التفاوض مع أي نقابة، ولا بناء أي مشروع. لم يتعامل مع حالة طوارئ طبيعية، لا مع إعصار ولا فيضان أو غير ذلك. لم ينجز أيًا من المهام الأساسية. والآن، إلى جانب كل ذلك، يظهر دونالد ترمب في المشهد أيضًا”.

كيف اكتسب كل هذا الزخم الشعبي؟

لقد لامست وعود ممداني بمساندة سكان نيويورك من الطبقة العاملة مشاعر الكثيرين، رغم ادعاء منتقديه بأنها وعود غير قابلة للتنفيذ. وتتضمن وعوده مقترحات لتوفير رعاية عامة للأطفال دون سن السادسة، ورفع الحد الأدنى للأجور، وزيادة الضرائب على الأثرياء.

ومنذ إعلانه الترشح في الخريف الماضي، جذب ممداني عددًا كبيرًا من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي أحد مقاطع الفيديو، ظهر ممداني وهو يقفز في المحيط الأطلسي مرتديًا بدلة رسمية، قبل أن “يغرق” في شرح تفاصيل مقترحه بشأن تجميد الإيجارات في نيويورك.

ومن بين العروض اللافتة الأخرى في حملته الانتخابية، قيامه الأسبوع الماضي بالسير على الأقدام عبر مانهاتن، ما أتاح لسكان المدينة فرصة اللقاء به والتقاط الصور معه.

ويوم الثلاثاء، استعان المرشح البالغ من العمر 33 عامًا بمقطع فيديو ظهر فيه إلى جانب الممثلة وعارضة الأزياء إيميلي راتاجكوفسكي، لحثّ الناخبين على التصويت لصالحه.

دعم من شخصيات بارزة

يحظى ممداني بتأييد عدد من السياسيين المعروفين على المستوى الوطني، من بينهم السيناتور بيرني ساندرز، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فيرمونت، وعضوة الكونغرس عن ولاية نيويورك ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، وكلاهما من التيار الاشتراكي الديمقراطي.

وعقب فوزه، سارعت ألكساندريا أوكاسيو كورتيز إلى تهنئته عبر منشور على منصة X.

وكتبت: “لقد ألهمني تفانيك في العمل من أجل جعل نيويورك مدينة يسهل العيش فيها، وآمنة، ومرحبة، تتيح للعائلات العاملة فرصًا حقيقية في أنحائها”.

بدوره، أشاد ساندرز بممداني و”بالآلاف من مؤيديه على مستوى القاعدة الشعبية لحملتهم الاستثنائية”.

إذا فاز ممداني في انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر، التي يواجه فيها عددًا من المنافسين، من بينهم العمدة الحالي إريك آدامز الذي يخوض السباق كمرشح مستقل رغم الفضائح التي تلاحقه، فسيصبح أصغر من يتولى منصب عمدة نيويورك منذ عام 1917. وسيكون أيضًا أول عمدة مسلم في تاريخ المدينة.

شاركها.
اترك تعليقاً