حسب مصادر صحفية، نفذت إسرائيل عملية اغتيال استهدفت قيادياً كبيراً في حزب الله، وهو ما يثير مخاوف متزايدة من تصعيد إقليمي جديد. هذا الحدث، الذي يضاف إلى سلسلة من التوترات المتزايدة، يضع المنطقة على مفترق طرق حرج. محور هذه التطورات يدور حول اغتيال الطبطبائي والتداعيات المحتملة لذلك، وهو ما سنستعرضه في هذا المقال مع تحليل الأسباب والخلفيات، والضغوط الدولية المتزايدة.
من هو محمد الطبطبائي وأهميته الاستراتيجية؟
القائد محمد الطبطبائي، الذي قضى قبل أيام، لم يكن مجرد اسم في هيكل حزب الله، بل كان عنصراً أساسياً في إعادة تنظيمه وتعزيز قدراته العسكرية. وتقدر المصادر أن عملية استهدافه تكللت بالنجاح بعد سنوات من المتابعة الدقيقة.
تشير التقارير إلى أن الطبطبائي كان له دور محوري في توسيع شبكة الجماعات المسلحة الموالية لإيران في المنطقة. كما قاد قوات حزب الله خلال الحرب الأهلية السورية، حيث قاتل إلى جانب قوات النظام ضد فصائل المعارضة. لاحقاً، تم إرساله إلى اليمن للإشراف على تدريب قوات الحوثي، مما يؤكد امتداد نفوذه وتأثيره على الساحة الإقليمية.
إعادة بناء قوة حزب الله بعد الحرب
بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان التي استمرت شهرين، تكبد حزب الله خسائر كبيرة. هنا، برز دور الطبطبائي في مهمة إعادة بناء القوة العسكرية للحزب. ركز بشكل خاص على تعزيز وجوده في جنوب لبنان، وتبني استراتيجية جديدة تعتمد على العمل ضمن خلايا صغيرة لزيادة القدرة على الصمود في وجه أي مواجهة مستقبلية مع إسرائيل.
وبحسب تقارير “وول ستريت جورنال”، نجح الطبطبائي في تعويض خسائر الحزب التي تجاوزت 2500 مقاتل. بالإضافة إلى ذلك، عمل على تطوير نظام داخلي يضمن استمرار العمليات العسكرية حتى في حالة فقدان القيادات العليا، من خلال تدريب قادة الوحدات على إعداد بدائل مؤهلة.
دوافع الاغتيال الإسرائيلية والضغوط الأمريكية
تعتبر إسرائيل أن الطبطبائي كان مسؤولاً عن تهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان، وإعادة بناء البنية التحتية العسكرية لحزب الله، وتدريب المجندين الجدد. هذا التصريح، الذي أدلى به يعقوب عميدرور، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، يكشف عن مدى خطورة الدور الذي لعبه الطبطبائي في نظر تل أبيب.
اغتيال الطبطبائي يأتي في سياق تصعيد إسرائيلي متزايد، بالتزامن مع ضغوط أمريكية على الحكومة اللبنانية. تطلب إسرائيل والولايات المتحدة من لبنان اتخاذ خطوات جادة لنزع سلاح حزب الله، لكن الأخير يرفض هذا الأمر بشدة، معتبراً أن سلاحه ضروري للدفاع عن سيادة لبنان وحماية أمنه.
تصعيد ميداني متزايد في جنوب لبنان
منذ بدء وقف إطلاق النار، وثقت شركة “Acled” المتخصصة في رصد النزاعات أكثر من 1500 هجوم إسرائيلي على مواقع داخل لبنان. تدعي إسرائيل أنها تستهدف “البنى التحتية العسكرية التابعة لحزب الله”، بينما تتهم السلطات اللبنانية تل أبيب بانتهاك الاتفاق بشكل شبه يومي.
هذا التصعيد الميداني يثير قلقاً بالغاً من اندلاع حرب جديدة، قد تكون أشد قسوة من تلك التي شهدها لبنان في شهر سبتمبر الماضي. الوضع يتطلب تحركاً دبلوماسياً عاجلاً لتهدئة التوترات ومنع أي انزلاق نحو مواجهة شاملة.
التداعيات المحتملة لـ اغتيال الطبطبائي
لا شك أن استهداف قيادي بارز مثل الطبطبائي سيؤدي إلى رد فعل من جانب حزب الله. السؤال المطروح الآن: ما هو حجم هذا الرد؟ وهل سيكتفي الحزب بعمليات محدودة، أم سيسعى إلى تصعيد الموقف بشكل كبير؟
الخطر الأكبر يكمن في إمكانية توسيع نطاق الاشتباكات ليشمل مناطق جديدة، وزيادة عدد الضحايا من الجانبين. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي هذا التصعيد إلى تدخل أطراف إقليمية أخرى، مما يزيد من تعقيد الوضع.
ردود الأفعال الإقليمية والدولية
أثار اغتيال الطبطبائي ردود فعل متباينة على الساحة الإقليمية والدولية. دينت بعض الدول هذا العمل، معتبرة أنه يشكل انتهاكاً للسيادة اللبنانية. في المقابل، اعتبرت دول أخرى أن إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات التي تنطلق من الأراضي اللبنانية.
من المهم الإشارة إلى أن هذا الحدث يأتي في توقيت حساس، حيث تشهد المنطقة العديد من الأزمات والتحديات، بما في ذلك الحرب في غزة، وتوتر الأوضاع في البحر الأحمر، والتهديدات المتزايدة من الجماعات المتطرفة.
خاتمة: نحو تخفيف التصعيد والحفاظ على الاستقرار
إن اغتيال الطبطبائي يمثل تطوراً خطيراً يهدد بتقويض جهود الاستقرار في المنطقة. الوضع يتطلب حكمة وروية من جميع الأطراف، والتركيز على الحوار والدبلوماسية لتجنب أي انزلاق نحو حرب شاملة.
يجب على المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة والأمم المتحدة، أن يلعب دوراً فعالاً في تهدئة التوترات، وتقديم المساعدة للبنان لتمكينه من مواجهة التحديات التي تواجهه. الحفاظ على الاستقرار في لبنان يصب في مصلحة الجميع، ويساهم في تعزيز الأمن الإقليمي والدولي.
لمناقشة تكلفة إعادة الإعمار في لبنان، يمكنكم قراءة هذا المقال إعادة إعمار لبنان (رابط افتراضي). وللمزيد من المعلومات حول دور حزب الله في المنطقة، يمكنكم الإطلاع على حزب الله في المنطقة (رابط افتراضي).















