تقترب الانتخابات الرئاسية في كرواتيا من جولة ثانية حاسمة، بعد أن تصدر الرئيس الحالي زوران ميلانوفيتش نتائج الجولة الأولى التي جرت يوم الأحد، بحصوله على 49% من الأصوات.
ورغم هذا التفوق، لم يتمكن ميلانوفيتش من تحقيق الفوز الحاسم ليضطر لخوض جولة إعادة ضد منافسه الرئيسي دراغان بريموراك، مرشح الحزب الحاكم “HDZ”، الذي جاء في المركز الثاني بنسبة 30% من الأصوات.
وأشارت إستطلاعات الرأي قبل الانتخابات إلى أنه من غير المحتمل أن يحصل أي من المتنافسين على أكثر من 50% من الأصوات في الجولة الأولى، وبذلك فإن جولة الإعادة ستكون في 12 يناير/كانون الثاني 2024. ووفقًا للنتائج الأولية، لا يزال تحديد الفائز مرهونًا بالتصويت في الجولة الثانية.
ميلانوفيتش يشكر أنصاره ويحذر من التفاؤل المفرط
في تصريحات عقب إعلان النتائج، شكر ميلانوفيتش أنصاره على دعمهم، لكنه حذر من التسرع في الاحتفال. وقال: “هذه مجرد جولة أولى. دعونا نكون واقعيين، يجب أن نقاتل من جديد”. وأضاف: “لن ينتهي الأمر حتى ينتهي”، داعيًا إلى الثبات والتركيز خلال الفترة المتبقية من الحملة الانتخابية.
يتمتع ميلانوفيتش، الذي ينتمي إلى التيار اليساري، بشعبية كبيرة في كرواتيا، وسبق له أن شغل منصب رئيس الوزراء. ويشتهر بأسلوبه الشعبوي والمباشر في التعامل مع خصومه السياسيين، وكان انتقد بشدة سياسة دعم الغرب لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.
ويُعرف ميلانوفيتش بانتقاداته لحلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي، مشددًا على أن كرواتيا يجب أن تبقى بعيدة عن النزاعات العالمية.
بريموراك يتعهد بوحدة كرواتيا
أما دراغان بريموراك، مرشح الحزب الحاكم (HDZ)، فقد حصل على 30% من الأصوات، ويعد منافسًا قويًا في الجولة الثانية. اتهم بريموراك، الذي كان قد شغل عدة مناصب حكومية، ميلانوفيتش بإثارة الانقسام بين الكروات، وسعى خلال حملته الانتخابية إلى تقديم نفسه كمرشح للوحدة.
وقال بعد الإدلاء بصوته: “كرواتيا تحتاج إلى الوحدة، والمستقبل، والمكانة العالمية”. وأكد بريموراك أن بلاده يجب أن تظل متحالفة مع الغرب.
المرشحون الآخرون
تعد ماريا سيلاك راسبوديتش، المرشحة المستقلة المحافظة، من أبرز المنافسين في هذه الانتخابات، حيث جاءت في المرتبة الثالثة. ركزت سيلاك في حملتها على القضايا الاقتصادية والفساد، مشيرة إلى تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد ونقص عدد السكان.
تعد الانتخابات الرئاسية في كرواتيا الثالثة هذا العام بعد الانتخابات البرلمانية في أبريل واستحقاق البرلمان الأوروبي في يونيو من هذه السنة ورغم أن منصب الرئيس يعد شرفيًا، إلا أن الرئيس المنتخب يتمتع بسلطة سياسية مهمة، خاصة في القيادة العسكرية.
مع اقتراب جولة الإعادة في يناير 2024، يتوقع أن تشهد منافسة حادة بين ميلانوفيتش بريموراك، ما سيؤثر على التوجهات السياسية للبلاد، خصوصًا في ما يتعلق بمواقفها تجاه الاتحاد الأوروبي والناتو.
المصادر الإضافية • أب