توقعت صحيفة “هآرتس” أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يبادر إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها إسرائيل مؤخراً في الجولان. بل على العكس، قد يسعى إلى توسيعها إذا توفرت الظروف الملائمة لذلك.

اعلان

وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو يطمح لترك إرث تاريخي في ذاكرة شعبه فيصبح كمن أسس “إسرائيل الكبرى”، وليس فقط كرجل سياسي متهم بالفساد وتخلى عن 100 رهينة في قطاع غزة. لذا، فهو يعمل على تعزيز سيطرة تل أبيب على شمال غزة أيضاً.

وتطرقت الصحيفة إلى القوات الإسرائيلية التي تقدمت بالفعل نحو تحقيق هدف قديم على الجبهة الشمالية، وهو “تثبيت خط بالقرب من دمشق” حسب تعبير هاآرتس، مع استيلاء الجيش على قمة جبل الشيخ في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وهي قمة كانت جزءاً من منطقة عازلة فصلت القوات الإسرائيلية عن سوريا لمدة خمسين عاماً.

وكانت المفاوضات بين سوريا وإسرائيل في تسعينيات القرن الماضي قد شهدت تقدماً ملحوظاً، إذ تم التوصل إلى اتفاق بشأن معظم القضايا المتعلقة بانسحاب الجيش الإسرائيلي من الجولان المحتل، فيما بقيت قضية الشاطئ الشرقي لبحيرة طبريا دون حل. وكان الخلاف الأساسي حول مطالبة دمشق بالوصول إلى شاطئ البحيرة، بينما أصرت إسرائيل على إبقائها على بعد 15 متراً عن المياه، لمنعها من الاستفادة منها.

وخلال تلك الفترة، قال الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد إنه كان يسبح في البحيرة قبل احتلالها عام 1967، بينما رد المفاوضون الإسرائيليون بأنه “لا يسمح له اليوم إلا بصيد السمك من مسافة 15 متراً، دون القدرة على لمس مياه البحيرة”.

وتحدثت صحيفة “هآرتس” عن رؤية نتنياهو لإرثه كزعيم وسّع حدود إسرائيل بعد عقود من التراجع. وهو يحظى بدعم واسع من اليمين الإسرائيلي، الذي يرى أن خسارة الأعداء أراضيهم هو العقاب المناسب. في حين يبرز دونالد ترامب، كشريك رئيسي، قد يسهّل على الدولة العبرية تحقيق طموحاتها الإقليمية.

وصوّرت تل أبيب استيلاءها على المنطقة منزوعة السلاح كإجراء دفاعي، مؤكدة للمجتمع الدولي أن العملية كانت محدودة. واحتفل الجيش الإسرائيلي بهذه العملية بصور العلم الإسرائيلي على قمة جبل الشيخ والدبابات في بلدة القنيطرة، في حين أخفى حقيقة أن تلك الأراضي كانت سورية وليست جزءاً من المنطقة العازلة، وفقاً لصحيفة “هآرتس”.

وينسب نتنياهو لنفسه الفضل في سقوط نظام الأسد، الذي كان يُنظر إليه كقوة إقليمية كبرى. ويرى أن الإنجازات الإسرائيلية ضد إيران وحلفائها في غزة ولبنان كانت وراء اندلاع الثورة في سوريا.

وفي خطوة جريئة، أعلن نتنياهو، خلال زيارة إلى مرتفعات الجولان، أن “اتفاق فصل القوات قد انهار”، في إشارة إلى الاتفاق الموقع بعد حرب أكتوبر 1973، والذي وفر الاستقرار والهدوء على الحدود السورية لمدة خمسين عاماً. وإذا كانت الاتفاقية قد انهارت، فإن إسرائيل لم تعد ملزمة بالحدود السابقة، ويمكنها تغيير الحدود وفقًا لاحتياجاتها الأمنية.

كما تجاوز نتنياهو هذه التصريحات في شهادته بمحاكمة الفساد، ملمحاً إلى نهاية اتفاقيات الحدود المستندة إلى سايكس بيكو، وواصفاً الوضع بأنه “زلزال سياسي لم يحدث منذ 100 عام”.

وخلصت الصحيفة إلى أن نتنياهو، بعد تجاوز تداعيات طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وأداء الجيش الضعيف في ذلك اليوم، بات أكثر استعداداً لاتخاذ خطوات جريئة كانت تُعدّ في السابق محفوفة بالمخاطر.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.