يواجه سكان المناطق التي شهدت موجات الأعاصير المدمرة في فلوريدا على مدى أكثر من عام، صعوبة في إعادة الإعمار بل في مجرد التفكير في البناء من جديد، وما إذا كان ذلك متاحا حاليا، وهل من المجدي البناء في مناطق كهذه… وذلك بعد أن ضرب الإعصار “هيلين” مناطق عديدة في الولايات المتحدة الأمريكية.

اعلان

المرأة التي تظهر في هذه الصورة أمام منزلها المدمر، تقول: إن كلمة من قبيل: “لا يصدق” بدأت تفقد معناها. وأضافت: “لقد حاولت استخدام مفردات من قبيل: كارثي، ومدمر، ومفجع… وكلها لا تعبر بدقة عمّا حدث هنا”. فقد تعرضت هذه السيدة وعائلتها لأضرار جسيمة، بسبب عدة أعصاير ضربت الولايات المتحدة بما فيها إعصار “هيلين”.

الضربات المتتالية على منطقة “بيغ بيند” التي تقع بولاية فلوريدا تجبر السكان على إدراك التكاليف الحقيقية للمعيشة في منطقة تحوم العواصف حولها، ويقول الباحثون إنها أصبحت أقوى بسبب تغير المناخ.

فكثير من الناس يعيشون في منازل مؤقتة، منذ أن ضرب إعصار “إيداليا” ساحل الخليج في “هورسشو بيتش” في آب/ أغسطس 2023.

كانت هيرز وزوجها “كلينت” لا يزالان ينهيان العمل الكهربائي في المنزل الذي أعادا بناءه بشق الأنفس، مما أدى إلى استهلاك مدخرات كلينت للقيام بذلك. ويبدو أنهما لن ينهيا أبدا أعمال الأسلاك الكهربائية.

أين المنزل؟ لدى الجيران

أطاح إعصار هيلين بمنزلهما الذي جدداه مؤخرا بعد أن وصل حطامه إلى ارتفاع أربعة أقدام (1.22 مترا)، مما أدى إلى وجود المنزل في فناء منزل الجار القريب.

تقول هيرز: “أنا دائمة التفكير.. وما حل بنا لا مثيل له “. “ولا أعرف ما إذا كان أي شخص قد شهد هذا الوضع من قبل في تاريخ الأعاصير.”

تعرضت هذه المنطقة التي تجتاحها الرياح لضربة مباشرة من ثلاثة أعاصير وهي: إعصار إيداليا، ثم إعصار ديبي من الفئة الأولى في آب/ أغسطس 2024، والآن يضربها إعصار هيلين. فهذه هي المرة الثالثة التي تتعرض لحالة جوية من هذا النوع في غضون 13 شهرًا.

إما التأمين أو الإنفاق أو الانتقال

لا تستطيع عائلة هيرز وجيرانها تحمّل تكاليف التأمين على منازلهم المعرضة للفيضانات، حتى لو كان ذلك متاحًا. ولم يعد أمام السكان الذين شاهدوا مدخراتهم تضيع سدى، أكثر من مرة، إلا خيارات قليلة. فإما أن يتركوا المناطق التي عاشت فيها أسرهم لأجيال، أو يدفعوا عشرات الآلاف من الدولارات لإعادة بناء منازلهم على ركائز خشبية كما تتطلب قواعد البناء، أو ينتقلوا إلى منزل متنقل ذي عجلات تمكنهم من قيادته للابتعاد عن الأذى. إذا كانوا قادرين على تحمل تكاليف أي من ذلك.

واضطرت العاصفة العديد من السكان لأن ينامون عند عائلاتهم أو أصدقائهم، أو في سياراتهم، أو يحتموا بما تبقى من منازلهم المنهارة.

إرهاق عام.. العديد خسر وظائفه

لقد كان إعصار هيلين مدمراً للغاية لدرجة أن العديد من السكان أصبحوا بلا مأوى، فهربوا من العاصفة وهم لا يحملون معهم سوى الملابس التي يرتدونها، ومنهم من فقد أحذيته بسبب المد والجزر.

وفي أعقاب هذا الإعصار الثالث، لم يعد لدى بعض السكان القوة الكافية لتنظيف منازلهم مرة أخرى، خاصة مع استمرار العواصف الأخرى في الخليج.

وفقد العديد من الصيادين، والنادلين، وعمال التنظيف: منازلهم ووظائفهم في نفس اليوم، وذلك عندما جُرفت المراسي، وانهارت المطاعم، ودمرت المنازل.

كما تم في العام الماضي تسريح عمال مصنع الخشب المحلي ومصنع الورق اللذين تعتمد عليهما المنطقة بشكل كبير.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.