بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

وافقت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تزويد أوكرانيا بمعلومات استخباراتية دقيقة تُمكّنها من تنفيذ ضربات صاروخية بعيدة المدى تستهدف البنية التحتية للطاقة في عمق الأراضي الروسية، وفق ما أفاد به مسؤولون أمريكيون.

وبحسب “وول ستريت جورنال” تُعد هذه الخطوة الأولى من نوعها في عهد ترامب، وتأتي في سياق تعميق الدعم العسكري والاستخباراتي لكييف بعد تعثّر جهود الوساطة الأمريكية لإنهاء الحرب.

وأشار المسؤولون التي نقلت عنهم الصحيفة إلى أن وكالات الاستخبارات الأمريكية ووزارة الدفاع (البنتاغون) حصلتا على الضوء الأخضر لتقديم بيانات استهداف تفصيلية تشمل مواقع حساسة مثل المصافي، ومحطات الطاقة، وخطوط الأنابيب النفطية، بهدف حرمان الكرملين من مصادر التمويل الحيوية لاستمرار حملته العسكرية. 

أسلحة جديدة قيد الدراسة: “توماهوك” قد تغيّر قواعد الاشتباك

ووفق الصحيفة ، تدرس الإدارة الأمريكية إلى جانب الدعم الاستخباراتي، إمكانية تزويد أوكرانيا بصواريخ متطورة مثل “توماهوك” الجوالة وصواريخ “باراكودا”، التي يبلغ مدى بعضها نحو 500 ميل (800 كيلومتر)، مع إمكانية وصول “توماهوك” إلى مسافات تصل إلى 1500 ميل.

وبحسب مصادر مطلعة، لم يُتخذ قرار نهائي بعد بشأن إرسال هذه الأسلحة، لكن النقاش الداخلي يسير باتجاه توسيع خيارات كييف الهجومية. 

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد طلب رسمياً الحصول على صواريخ “توماهوك”، فيما أكّد نائب الرئيس الأمريكي جي. دي. فانس أن الطلب قيد الدراسة.

كما وافقت واشنطن مؤخراً على بيع أوكرانيا ذخائر هجومية موسّعة المدى (ERAM)، التي يبلغ مداها بين 150 و280 ميلاً.  

الكرملين يحذّر: أي تسليح متقدم سيُقابل بـ”رد مناسب

من جانبه، ردّ الكرملين بتحذيرات حادة من تداعيات هذه الخطوة، معتبراً إياها “مؤشرًا بالغ الخطورة”. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن موسكو تراقب التصريحات الأمريكية “عن كثب”، مضيفاً: “إذا تم تسليم صواريخ مثل توماهوك إلى أوكرانيا، فسيتطلب ذلك رداً مناسباً من روسيا، وسيؤدي إلى دوامة جديدة من التصعيد”.

وتساءل بيسكوف حول الجهة التي ستتولى تشغيل هذه الأسلحة، قائلاً: “من سيطلق هذه الصواريخ؟ هل الأوكرانيون قادرون على ذلك بمفردهم، أم أن الجيش الأمريكي سيتدخل؟ ومن يحدد الأهداف؟”، مؤكداً أن الأمر “يتطلب تحليلاً دقيقاً للغاية”. 

دعم أوروبي موازٍ: ألمانيا تستثمر في القدرة الهجومية الأوكرانية

في موازاة التحركات الأمريكية، رحّب مسؤولون أوروبيون بالخطوة، مشيرين إلى أهمية تمكين أوكرانيا من شن ضربات عميقة لتعطيل خطوط الإمداد الروسية.

وكشف اللواء يواكيم كاشكه، المسؤول عن المساعدات العسكرية الألمانية لأوكرانيا، أن بلاده استثمرت نحو 350 مليون دولار في تطوير الصناعات الدفاعية الأوكرانية لتمكينها من تصنيع أسلحة قادرة على الوصول إلى العمق الروسي. 

وأوضح كاشكه أن “القدرة على شن ضربات عميقة” تُعدّ أحد أركان الاستراتيجية الدفاعية الأوكرانية، إلى جانب تعزيز الدفاعات الجوية والصمود في الخطوط الأمامية، مضيفاً: “عندما يواجه المدافعون عدواً أكثر عدداً، يجب أن ينقلوا المعركة إلى ما وراء الخطوط الأمامية”.  

روسيا تردّ بتصعيد على البنية التحتية الأوكرانية

في سياق متصل، شنّت روسيا هجوماً جوياً واسعاً خلال الليل استهدف قطاع الطاقة الأوكراني، باستخدام 381 طائرة مسيرة و35 صاروخاً، ركّزت على منطقتي خاركيف وبولتافا، حيث تقع منشآت إنتاج غاز رئيسية.

وأعلنت وزارة الطاقة الأوكرانية أن الهجوم تسبب في تعليق عمليات شركة “دي.تي.إي.كيه”، أكبر مزوّد خاص للطاقة في البلاد، في عدة منشآت غاز بمنطقة بولتافا.

وتعمل أوكرانيا على تعزيز وارداتها من الغاز تحسباً لأي انقطاع في الإمدادات المحلية، وتخطط لتخزين 13.2 مليار متر مكعب من الغاز في منشآت التخزين بحلول منتصف أكتوبر، منها 4.6 مليار متر مكعب مستوردة.

ويأتي التصعيد الروسي مع اقتراب فصل الشتاء الرابع للحرب، في محاولة واضحة لزيادة الضغط على المدنيين والبنية التحتية الحيوية.

ترامب يعيد تقييم استراتيجيته: من الوساطة إلى التصعيد

ومنذ توليه منصبه في يناير، سعى ترامب إلى التوسط في وقف لإطلاق النار عبر عروض اقتصادية لبوتين، لكن هذه المقاربة فشلت في إقناع موسكو. وبعد سلسلة من اللقاءات الدبلوماسية دون نتائج ملموسة، بدأ ترامب يُظهر توجهاً أكثر حزماً، خاصة بعد تلقيه إحاطات عن توقف التقدّم الروسي في ساحة المعركة. 

وفي خطابه أمام الأمم المتحدة، قال ترامب: “اعتقد الجميع أن روسيا ستفوز بهذه الحرب خلال ثلاثة أيام، لكن الأمور لم تسر على هذا النحو… وهذا لا يجعل روسيا تبدو جيدة”.

شاركها.
اترك تعليقاً