بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

“فوردو” ليست منشأة تقليدية، بل موقع شديد التحصين بُني داخل جبل قرب مدينة قم، جنوب غرب طهران. يُعتقد أن العمل به بدأ سرًا عام 2006، ولم تعترف طهران بوجوده حتى عام 2009.

اليوم، يحتوي فوردو على نحو 3000 جهاز طرد مركزي، موزّعة داخل قاعة ضخمة بطول 250 مترًا تحت الأرض، بعمق يتراوح بين 80 و90 مترًا. ورغم أنه أصغر من منشأة نطنز التي تضم 16 ألف جهاز طرد، إلا أن “فوردو” يتمتع بحماية استثنائية ضد أي ضربة جوية تقليدية.

هذا الموقع لا يمكن تدميره، بحسب تقرير لـ”فايننشال تايمز”، إلا باستخدام قنابل خارقة للتحصينات مثل GBU-57 الأمريكية، والتي لا يتجاوز عمق اختراقها 60 مترًا، ما يعني الحاجة إلى ضربات متعددة وبالغة الدقة. وحتى الآن، لم تُسجّل الوكالة الدولية للطاقة الذرية أي أضرار في “فوردو” رغم مرور أسبوع على بدء القصف الإسرائيلي لمواقع أخرى.

وإنّ التركيز على “فوردو” لا ينفصل عن نقاشات تدور في الأوساط الأمنية الأمريكية والإسرائيلية حول حدود التصعيد العسكري، واحتمال طلب إسرائيل دعمًا مباشرًا من واشنطن لتنفيذ ضربة دقيقة باستخدام سلاح استراتيجي لا تملكه سوى الولايات المتحدة.

هل من مخاطر محتملة؟

أُثيرت مخاوف متعددة في الأوساط الدولية بشأن الأثر المحتمل لأي ضربة على “فوردو”. وقد أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن قلقه من استهداف مواقع نووية في إيران، محذرًا من “آثار فورية وطويلة الأمد على البيئة وصحة السكان في المنطقة”. لكن هل نحن فعلًا أمام احتمال وقوع كارثة نووية؟

أوضح الخبير في السلامة النووية، سيمون بينيت من جامعة ليستر البريطانية، لـ”يورونيوز هيلث” أن العمق الكبير للمنشأة يقلل من احتمالات التلوّث الواسع في حال تعرّضها لهجوم مباشر، مؤكدًا أن التهديد الرئيسي يكمن في تسرب بطيء للنظائر المشعة إلى المياه الجوفية على المدى الطويل.

ويُجمع معظم الخبراء على أن الخطر الأكبر في حال استهداف “فوردو” لن يكون كارثة بيئية شاملة، بل تسربًا محدودًا لغاز “هيكسافلوريد اليورانيوم” من أجهزة الطرد المركزي. ذلك أن المنشأة لا تحتوي على مفاعل نووي نشط، بل مواد مخصبة لم تصل بعد إلى مستويات إنتاج سلاح نووي.

شاركها.
اترك تعليقاً