في تطور خطير يكشف عن تصاعد التوترات الجيوسياسية، أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) عن البحث عن مسؤول رفيع المستوى في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، سعيد توكلي، المعروف سابقًا باسم “سردار عمار”. يُتهم توكلي بتوجيه عمليات هجومية وتجسسية استهدفت مسؤولين أمريكيين وأوروبيين، مما يثير مخاوف أمنية واسعة النطاق. هذا الإعلان يضع قضية الأمن القومي في دائرة الضوء، ويؤكد على التهديدات المستمرة التي تشكلها إيران.
سعيد توكلي: من هو المطلوب الأول؟
كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي عن الاسم الحقيقي للشخص الذي كان يُعرف باسمه الحركي “سردار عمار”، وهو سعيد توكلي. ويُطلب من الجمهور تقديم أي معلومات قد تساعد في تحديد مكان توكلي والتحقيق معه. وصف مكتب التحقيقات الفيدرالي توكلي بأنه يتحدث الفارسية، ولديه شعر رمادي أو أبيض، وعينين بنيتين.
التحقيقات الأولية تشير إلى أن توكلي متورط في إدارة عمليات استخباراتية سرية وعمليات قاتلة استهدفت معارضين وصحفيين ومواطنين إسرائيليين، بالإضافة إلى مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين في أوروبا والولايات المتحدة. هذا النطاق الواسع من الأهداف يشير إلى حملة منظمة تهدف إلى زعزعة الاستقرار وتقويض المصالح الغربية.
تفاصيل الاتهامات الموجهة لتوكلي
تتضمن الاتهامات الموجهة لتوكلي قيادة الوحدة المعروفة باسم “11000” في الحرس الثوري الإيراني، والتي يُزعم أنها قادت شبكة مرتبطة بمحاولات هجوم في عدة دول، بما في ذلك أستراليا واليونان وألمانيا والمكسيك. هذه الشبكة، وفقًا للموساد الإسرائيلي، حاولت تنفيذ سلسلة هجمات خلال عامي 2024 و2025، وتم إحباط بعضها. وتشير التقارير إلى أن أنشطة هذه الشبكة أدت إلى طرد السفير الإيراني من أستراليا.
تصعيد التوترات: هجمات مرتبطة بإيران في الخارج
في أغسطس الماضي، اتهمت منظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية الحرس الثوري الإيراني بتوجيه هجمات حرق متعمدة ذات طابع معادٍ للسامية، استهدفت كنيس “أداس إسرائيل” في ملبورن ومطعم “لويس كونتيننتال كيتشن” في سيدني. هذه الهجمات تؤكد على استعداد إيران لاستخدام العنف والتخريب لخدمة أهدافها السياسية. وتشير إلى أن العمليات الإرهابية المدعومة من إيران تمتد إلى ما وراء حدود الشرق الأوسط.
تحقيقات أمريكية سابقة تكشف عن مخططات إيرانية
هذا ليس أول تحذير أمريكي بشأن محاولات إيرانية لتنفيذ عمليات خطف واغتيال داخل الأراضي الأمريكية. في أكتوبر الماضي، وجهت السلطات الأمريكية اتهامات لثمانية أشخاص، بينهم مسؤول عسكري إيراني، بتهمة التخطيط لقتل مواطن أمريكي من أصل إيراني عبر استئجار “مجموعة إجرامية” من أوروبا الشرقية.
وفي نوفمبر الماضي، كشفت وزارة العدل الأمريكية أن ثلاثة أمريكيين عُرضت مكافآت مالية مقابل اغتيالهم من قبل مسؤول في الحرس الثوري الإيراني، وكان من بينهم المرشح الرئاسي آنذاك دونالد ترامب. هذه الحوادث تؤكد على أن التهديد الإيراني حقيقي ومستمر، وأن إيران لا تتردد في استهداف الأفراد على الأراضي الأمريكية.
تصريحات المسؤولين الأمريكيين حول التهديد الإيراني
أكد وزير العدل الأمريكي ميريك غارلاند أن “هناك قلة من الجهات في العالم تشكل تهديدًا خطيرًا للأمن القومي للولايات المتحدة بقدر ما تشكله إيران”. هذه التصريحات تعكس القلق العميق داخل الإدارة الأمريكية بشأن الأنشطة الإيرانية العدائية، وتؤكد على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لمواجهة هذا التهديد.
البحث عن توكلي: دعوة للتعاون الدولي
يدعو مكتب التحقيقات الفيدرالي أي شخص يمتلك معلومات حول سعيد توكلي إلى التواصل مع أقرب فرع للمكتب أو مع أقرب سفارة أو قنصلية أمريكية. التحقيق تتولاه دائرة المكتب في واشنطن العاصمة. هذه الدعوة للتعاون الدولي تؤكد على أن قضية سعيد توكلي ليست مجرد قضية أمريكية، بل هي قضية عالمية تتطلب جهودًا مشتركة لمواجهة التهديد الإيراني.
في الختام، يمثل البحث عن سعيد توكلي تطورًا مقلقًا يؤكد على التهديدات المستمرة التي تشكلها إيران على الأمن القومي الأمريكي والأمن العالمي. التحقيقات الجارية والاتهامات الموجهة لتوكلي تكشف عن شبكة معقدة من العمليات السرية والأنشطة العدائية التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار وتقويض المصالح الغربية. من الضروري أن تتعاون الدول المعنية لتبادل المعلومات وتنسيق الجهود لمواجهة هذا التهديد وضمان الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي. نأمل أن يؤدي هذا التحقيق إلى كشف المزيد من الحقائق حول الأنشطة الإيرانية، وأن يتم تقديم المسؤولين عن هذه الأنشطة إلى العدالة.















