شهدت دمشق محطة جديدة من تاريخها مع سقوط النظام، مما فتح المجال أمام تساؤلات حول مستقبل البلاد والأقليات فيها. وأصبح اليهود السوريون، الذين تقلّص عددهم إلى تسعة فقط، يزورون الكنيس اليهودي التاريخي في حي جوبر لأول مرة منذ سنوات، في ظل وعود الحكم الجديد بحرية ممارسة الشعائر.
ومع الدمار الكبير الذي أصاب كنيس جوعائد بناؤه إلى ما قبل الميلاد، وجد القلائل الذين بقوا من الجالية اليهودية أنفسهم أمام تراث عريق يحتاج إلى إعادة بناء. باخور شمانتوب، رئيس الجالية اليهودية في دمشق، عبر عن ألمه عند رؤيته للكنيس متهدمًا، لكنه أكد أن المجتمع اليهودي العالمي يبدي استعدادًا لدعم الترميم.
وشمانتوب، الذي رفض مغادرة سوريا رغم الحرب، تحدث عن احترام جيرانه له وعن محاولاته الحفاظ على التراث اليهودي وسط ظروف معيشية صعبة. ورغم أن عدد اليهود تقلص بشكل كبير، إلا أن ذكريات الماضي تعود مع زيارات متكررة للكنيس ومناطقهم القديمة.
كان حي جوبر رمزًا للتعايش الديني، حيث ذكر سكان مسلمون كيف كانوا يساعدون اليهود في إشعال الشموع خلال السبت. وتتعهد السلطات الجديدة بضمان حرية العبادة، إلا أن المنطقة تحتاج إلى إعادة إعمار شاملة.
ويمتد الشتات اليهودي السوري إلى العالم، ومعظمهم يعيشون في الولايات المتحدة أو إسرائيل، لكن أمل العودة ما زال حاضراً، وإن كان محفوفًا بالصعوبات. مع محدودية الموارد وبقاء القليل من أعضاء الجالية، يبقى السؤال مفتوحًا: هل تشهد دمشق عودة الحياة اليهودية مجددًا؟
وبين التحديات والآمال، يواجه شمانتوب وغيره واقعًا معقدًا، حيث يكافحون لتأمين الاحتياجات اليومية. ومع ذلك، فإن زيارة الكنيس التاريخي تعيد إحياء الأمل في بقاء التراث اليهودي في سوريا.