ضرب الإعصار مان-يي الفلبين مساء السبت، مُخلفًا وراءه دمارًا واسعًا وخسائر بشرية فادحة. وقد أسفر عن مقتل 7 أشخاص على الأقل في انهيار أرضي مدمر في بلدة أمباجيو بمقاطعة نوفا فيزكايا شمال البلاد.
وهذا الإعصار هو واحد من ستة أعاصير قوية ضربت شمال الفلبين خلال أقل من شهر، مما أدى إلى تفاقم الأزمات التي تشهدها البلاد بسبب العواصف المتتالية.
وكانت سرعة رياح مان-يي قد بلغت 195 كيلومترًا في الساعة (125 ميلًا) عندما ضرب جزيرة كاتاندوانيس مساء السبت. وأدت الأمطار الغزيرة الناتجة عن الإعصار إلى انهيار التربة في وقت مبكر من صباح الاثنين، ما أدى إلى دفن منازل وقتل العشرات. وقد نجحت فرق الإنقاذ في تحديد مكان ثلاث ضحايا إضافيين تحت الوحل والأحجار المنهارة، بينما كانت عمليات البحث مستمرة للعثور على ضحايا آخرين.
وفي غضون ذلك، تحققت السلطات في حالتين إضافيتين من الوفيات نتيجة الحوادث المرتبطة بالإعصار، بما في ذلك حادث دراجة نارية وصعق بالكهرباء. وفي مقاطعة نوفا إسيجا، تواصل فرق الإنقاذ عمليات البحث عن أسرة مفقودة جرفتها الأنهار المتدفقة.
وقد تسببت هذه العواصف في تأثر أكثر من مليون شخص، حيث اضطر ما يقرب من 700,000 شخص للهرب من منازلهم، في وقت دمرت فيه أكثر من 8,000 منزل، وشمل التدمير مناطق واسعة من البنية التحتية. أكثر من 100 مدينة وبلدة فقدت الكهرباء بسبب انهيار الأعمدة الكهربائية، ما أثار حالة من العزلة في بعض المناطق.
وفي المقاطعة الأكثر تضررًا، كامارينيس، ناشد المسؤولون الحكومة لتوفير المزيد من المساعدات حيث أوقف الإعصار الإمدادات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، إضافة إلى عرقلة خدمات الاتصالات في العديد من المناطق. وقالت كاميل جيانان، مسؤولة في المقاطعة: “إنها سلسلة من الكوارث، ولم يتعاف الناس بعد من العواصف السابقة”.
وتعتبر هذه العواصف واحدة من أسوأ فصول موسم الأعاصير في الفلبين، الذي يشهد عادة حوالي 20 إعصارًا سنويًا. ومع العواقب المدمرة لهذه العواصف، يواجه نحو 9 ملايين شخص أضرارًا كبيرة في سبل العيش، ما قد يتطلب استيراد الأرز من الخارج لتعويض النقص في المحاصيل.
من جهة أخرى، اجتمع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مع الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس في مانيلا، حيث أعلن عن تقديم مليون دولار كمساعدات إنسانية إضافية للمناطق المتضررة. كما أعلن عن موافقة على إرسال القوات الأمريكية للمساعدة في عمليات الإنقاذ والإغاثة.
وتظل الفلبين واحدة من أكثر البلدان عرضة للكوارث الطبيعية، وهو ما يعكس الحاجة الملحة لتعزيز قدرة البلاد على مواجهة هذه التحديات المتزايدة.