غزة- نعت الفصائل الفلسطينية قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، كما استحضر كتّاب ونشطاء فلسطينيون مناقب القادة فور إعلان المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة عن استشهادهم خلال معركة طوفان الأقصى.

ونعى أبو عبيدة أمس الخميس في كلمة مصورة قائد هيئة أركان كتائب القسام محمد الضيف و”ثلة من المجاهدين الكبار من أعضاء المجلس العسكري للقسام”، وهم مروان عيسى نائب قائد أركان القسام، وقائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية غازي أبو طماعة، وقائد ركن القوى البشرية رائد ثابت، وقائد لواء خان يونس رافع سلامة.

وأشار أبو عبيدة إلى أنه سبق إعلان استشهاد قائد لواء الشمال أحمد الغندور وقائد لواء المحافظة الوسطى أيمن نوفل أثناء المعركة.

استكمال الطريق

وقالت حركة حماس إن هؤلاء القادة “صنعوا بإبداعهم ودمائهم وتضحياتهم ملحمة 7 أكتوبر وما تلاها من صمود أسطوري وتلاحم شعبي حطم أسطورة الجيش الذي لا يُقهر وكسر غطرسة المحتل”.

وأوضحت الحركة -في بيان لها- أن الضيف عاش مقاوما عنيدا وشجاعا يشهد لصولاته وجولاته ثرى فلسطين وقرى وبلدات ومخيمات قطاع غزة والضفة الغربية، حيث كان الغراس الأول لبذور العمل العسكري مع رفقاء دربه القادة الشهداء.

وشددت حماس على أن الضيف وقّع بفكره ودمائه وتضحياته على بيان معركة طوفان الأقصى الأول وتفاصيل أيامها، قائلة “ظل اسم الضيف يثير الرعب والخوف في نفوس قادة الكيان الصهيوني حتى ارتقى شهيدا في أشرف وأعظم معركة في تاريخ الشعب الفلسطيني المقاوم”.

ونعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) القادة الذين استشهدوا في “معركة الشرف والعزة معركة الدفاع عن المسجد الاقصى وكرامة الأمة العربية والإسلامية”، وأشادت بالأداء البطولي لوحدة الميدان للمقاومة الباسلة في قطاع غزة.

من جهتها، أكدت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن قيادة المقاومة تتقدم صفوف المواجهة والقتال في الميدان، ودماؤهم ستكون منارة لكل السالكين درب الخلاص من العدو الصهيوني المجرم.

وقالت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح المسلح للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن القائد الضيف عنوان للتخطيط الدقيق والعمل المقاوم النوعي.

وأضافت أنه نجح في تحويل المقاومة إلى قوة منظمة ومدربة أرهقت الاحتلال وأفشلت حساباته في أكثر من محطة.

سد الفراغ

بدوره، يعتقد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني فايز أبو شمالة أن اغتيال إسرائيل قادة حماس المؤسسين الأوائل من السياسيين والعسكريين لم يكبح تمدد الحركة، بل ازداد عدد المنتمين لها، واتسعت رقعة نشاطها.

وأضاف أبو شمالة في حديث للجزيرة نت “انتصر الشعب الفلسطيني في حرب الإرادات، واستشهاد القيادة العسكرية دليل على أن القائد يسبق الجندي في المعركة، واستمرار القتال يعني أن القيادة وضعت بدائل قادرة على استكمال المعركة بالكفاءة نفسها”.

ورأى الكاتب السياسي أن القادة الجدد الذين تولوا مهمة الشهداء تخرجوا في مدرسة محمد ضيف وأكاديمية السنوار الذين غرسوا الشجاعة والجرأة في جيل قادم، وسيكون تأثيره أسوأ على الاحتلال.

واعتبر أن مشاهد تسليم المحتجزين الإسرائيليين والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين دليل على أن بناء حماس متماسك، وصارت ندا لأقوى الجيوش في المنطقة.

وداع حزين

وتصدر وسم “#محمد_الضيف” منصات التواصل الاجتماعي بعد الإعلان عن استشهاده وقادة آخرين.

وقال الناشط الفلسطيني خالد صافي في تغريدة له عبر منصة إكس “‏ترجّل الفارس بعد أن أثخن في عدوه وأوجع المحتل وجعل ليله جحيما لا يهدأ، رحل الجسد لكن الروح باقية في الميدان تُلهم الأبطال وتوقد العزائم وتبعث في الأمة روح الانتصار”.

ونشر الناشط محمد هنية “‏لقد ربح البيع أيها العظماء، هذا هو طريقهم، وهذه هي نهاية العظماء”.

وكتب محمد شاهين “كنت نعم الضيف على قلوبنا، تزورها دون أن نراك وتمدها بالعزة دون أن تخاطبها، كفيتها بالأفعال وبقليل من الأقوال، نودع أسطورة حقيقية منقطعة النظير”.

وقال الناشط طارق محمد “كل ما قدمته حماس وما زالت تقدمه من استشهاد نصف المجلس العسكري لجيشها -وفي مقدمتهم الضيف ونائبه، وارتقاء رئيس المكتب السياسي ويلحقه خليفته المكلف ونائبه وسبقهم عدد من أعضاء المكتب السياسي وقيادة الحركة- دليل على صوابية نهجها وطريقها”.

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.