في خبر مفجع صدم محبي السينما حول العالم، وخاصةً عشاق أفلام التسعينيات، وردت أنباء مؤلمة عن وفاة الممثل الأمريكي بيتر غرين، المعروف بتجسيده الأدوار الشريرة المميزة، في منطقة مانهاتن بمدينة نيويورك. هذا النبأ المؤسف يضع حداً لمسيرة فنية غنية، ترك فيها غرين بصمة لا تُمحى كواحد من أبرز وجوه الشر الكاريزمية في تاريخ السينما الأمريكية. هذا المقال يستعرض حياة ومسيرة بيتر غرين الفنية، وإرثه الذي سيظل خالداً في ذاكرة السينما.
مسيرة بيتر غرين الفنية: من نيوجيرسي إلى هوليوود
ولد بيتر غرين في الثامن من أكتوبر عام 1965 في مونتكلير، نيوجيرسي. لم تكن بداية طريقه نحو النجومية سهلة أو مباشرة، ولكنه تمكن بفضل موهبته وإصراره من تحقيق مكانة مرموقة في عالم التمثيل. بدأ غرين مسيرته المهنية في أوائل التسعينيات، وسرعان ما لفت انتباه المخرجين بملامحه الحادة وقدرته على التعبير بعينيه.
هذه الملامح جعلته خياراً مثالياً لأدوار الشخصيات المضطربة والمليئة بالعنف. لكن غرين لم يكن مجرد ممثل يؤدي دور الشرير التقليدي، بل كان يضيف إلى شخصياته عمقاً نفسياً وتعقيداً يجعلها أكثر واقعية وتأثيراً. كان يمتلك موهبة فطرية في فهم الجوانب المظلمة من النفس البشرية، وقدرة فائقة على تجسيدها على الشاشة.
عام 1994: نقطة التحول في مسيرة بيتر غرين
يعتبر عام 1994 بمثابة نقطة تحول حاسمة في مسيرة بيتر غرين الفنية. فقد شارك في هذا العام في فيلمين أصبحا من كلاسيكيات السينما الأمريكية، وهما “القناع” (The Mask) و “Pulp Fiction”.
“القناع”: دورييان تايريل الشرير الأنيق
في فيلم “القناع”، لعب غرين دور “دورييان تايريل”، زعيم العصابة الأنيق والشرس الذي يواجه “القناع” الذي يرتديه جيم كاري. تميز أداء غرين في هذا الفيلم بالتوازن بين الرعب والأناقة الإجرامية، مما جعله شخصية لا تُنسى.
“Pulp Fiction”: شخصية زيد المثيرة للجدل
أما في فيلم “Pulp Fiction” للمخرج كوينتن تارانتينو، فقد قدم غرين شخصية “زيد”، التي اشتهرت بمشهدها المثير للجدل. على الرغم من أن دور زيد كان قصيراً نسبياً، إلا أنه ترك أثراً عميقاً في تاريخ السينما الحديثة، وأصبح من أكثر المشاهد شهرة وتداولاً.
الشرير الهادئ: بصمة بيتر غرين المميزة
تميز بيتر غرين بقدرته الفريدة على تجسيد نمط “الشرير الهادئ”. كان يبتعد عن الصراخ والانفعال المبالغ فيه، ويفضل الاعتماد على النظرات الباردة والحضور الطاغي. هذه الطريقة في الأداء جعلت شخصياته أكثر رعباً وإثارة للاهتمام.
ظهر هذا الأسلوب بوضوح في أدواره الأخرى، مثل شخصية “ريدفوت” في فيلم “The Usual Suspects” (1995)، ودوره في فيلم “Blue Streak” (1999). لقد ساهم غرين في إعادة تعريف صورة الشرير في أفلام الجريمة والإثارة، محولاً إياه من مجرد عقبة في طريق البطل إلى شخصية محورية تمتلك جاذبية خاصة. هذا التأثير امتد ليشمل جيلاً كاملاً من الممثلين الذين حاولوا تقليد أسلوبه في تقديم أدوار الشر.
إرث بيتر غرين السينمائي: ممثل شخصيات لا يُنسى
برحيل بيتر غرين، تفقد هوليوود واحداً من أبرز ممثلي الشخصيات (Character Actors) الذين أثروا المكتبة السينمائية بأدوار لا تُنسى. على الرغم من أن الأضواء كانت غالباً ما تتجه نحو أبطال العمل الرئيسيين، إلا أن النقاد والجمهور يدركون أن نجاح تلك الأفلام الكلاسيكية لم يكن ليتحقق لولا الحضور القوي والموهبة الفذة التي تمتع بها غرين.
سيظل إرثه السينمائي حياً من خلال أعماله التي لا تزال تحظى بشعبية واسعة ومشاهدات عالية عبر المنصات الرقمية. أفلام بيتر غرين ستظل مصدر إلهام للممثلين والمخرجين على حد سواء، وستذكرنا دائماً بقدرته الفائقة على تجسيد أدوار الشر المعقدة والمثيرة. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
The post وفاة بيتر غرين: رحيل أيقونة أدوار الشر في هوليوود في منهاتن appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.









