كشف الفنان الفلسطيني كامل الباشا في لقاء خاص مع «عكاظ» فلسفته العميقة في اختيار أدواره، مؤكداً أنه لا يقبل عملاً فنياً لا يحمل مضموناً إنسانياً أو رسالة تمس الواقع، مشيراً إلى أن الفن بالنسبة له موقف ووعي ومسؤولية تجاه المجتمع وليس وسيلة ترفيه عابرة.
معايير صارمة لاختيار الأدوار
يقول الباشا: «أنا لا أبحث عن الظهور، بل عن القيمة. لا أشارك في أي عمل لمجرد الوجود على الشاشة، فكل دور يجب أن يكون له معنى وتأثير في الناس». ويضيف أن اختياره لأي دور يخضع لشروط دقيقة، أهمها أن يكون النص متيناً، وأن يطرح قضية حقيقية تلامس ضمير المشاهد، مؤكداً أن المتعة وحدها لا تصنع فناً راقياً إذا خلت من الفكرة والرسالة.
ويرى الباشا أن «الفنان الحقيقي هو الذي يثير التساؤلات ويدفع الناس للتفكير، لا الذي يكتفي بإضحاكهم أو تسليتهم»، لافتاً إلى أن الفن مسؤولية أخلاقية وثقافية قبل أن يكون مهنة أو شهرة.
«كولونيا».. تجربة أرهقته نفسياً
وعن أحدث أعماله السينمائية، تحدث كامل الباشا عن فيلمه «كولونيا»، الذي شارك به في عدد من المهرجانات الدولية، كاشفاً أن التجربة كانت من أصعب المحطات في مسيرته. وقال: «في هذا الفيلم أجسد شخصية أب قاسٍ يعيش صراعاً مع ابنه، يحاول إصلاح ما أفسدته السنين وبناء جسر مفقود من الثقة والمشاعر. هذه الشخصية هزّتني من الداخل».
وأشار إلى أن التجربة تركت أثراً نفسياً عميقاً عليه بعد انتهاء التصوير، مضيفاً: «كنت أعيش الحالة حتى خارج الكاميرا. الألم الإنساني الذي تحمله الشخصية جعلني أتعاطف معها وأتعب نفسياً بسببها». وأكد الباشا أن نجاح الفيلم في المهرجانات لم يكن فقط بفضل الأداء، بل لأنه طرح قضية إنسانية عالمية عن الأبوة المفقودة والمصالحة المتأخرة.
عمل جديد مع محمد رمضان
وعن مشاريعه القادمة، كشف الباشا أنه انتهى من تصوير فيلم جديد بعنوان «أسد»، يشارك في بطولته مع النجم المصري محمد رمضان، من تأليف الأشقاء محمد وخالد وشيرين دياب، وإخراج محمد دياب. ووصف العمل بأنه «تجربة فريدة تمزج بين الدراما العاطفية والتشويق الإنساني»، مضيفاً أن الفيلم يطرح فكرة الصراع بين الخير والشر داخل النفس البشرية، وهو ما جذب انتباهه للمشاركة فيه.
وختم الباشا حديثه قائلاً: «لن أقدّم فناً بلا روح أو رسالة. ما يبقى في ذاكرة الناس ليس عدد الأعمال، بل أثرها الإنساني».
أخبار ذات صلة


