حذر استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين، الدكتور خالد النمر، من الآثار الضارة للالضغط النفسي والغضب على صحة القلب. وأكد الدكتور النمر، عبر حسابه الرسمي على منصة (إكس)، أن التعرض المستمر للضغط النفسي الصامت يشكل خطرًا أكبر على القلب على المدى الطويل، بينما يعتبر الغضب من بين المشاعر الأكثر ضررًا على صحة القلب في اللحظات الحادة.

جاء هذا التحذير في سياق تأكيد الدكتور النمر على أن الشعور الدائم بالتعب لا يرتبط بالضرورة بالتقدم في العمر، بل غالبًا ما يكون مؤشرًا على وجود مشكلة صحية عضوية أو نفسية تتطلب التشخيص والعلاج. وأضاف أن اعتبار التعب المزمن جزءًا طبيعيًا من الشيخوخة هو اعتقاد خاطئ.

أهمية فهم تأثير الضغط النفسي على القلب

يُعد القلب من الأعضاء الأكثر حساسية للتغيرات النفسية والجسدية التي يمر بها الإنسان. التعرض للتوتر والقلق بشكل مستمر يؤدي إلى إفراز هرمونات التوتر، مثل الكورتيزول والأدرينالين، والتي ترفع ضغط الدم وتزيد من معدل ضربات القلب. هذه التغيرات، إذا استمرت لفترة طويلة، يمكن أن تتسبب في تلف الأوعية الدموية وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب المختلفة.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تعد أمراض القلب السبب الرئيسي للوفاة على مستوى العالم. وتشير الدراسات إلى أن العوامل النفسية تلعب دورًا هامًا في تطور هذه الأمراض، بالإضافة إلى العوامل التقليدية مثل ارتفاع الكوليسترول والتدخين.

الفرق بين الضغط النفسي الحاد والمزمن

الضغط النفسي الحاد، مثل الغضب المفاجئ أو التعرض لموقف مخيف، يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مؤقت في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب. على الرغم من أن هذه التغيرات عادة ما تكون غير ضارة، إلا أن التعرض المتكرر لها يمكن أن يضعف القلب والأوعية الدموية بمرور الوقت.

في المقابل، الضغط النفسي المزمن هو حالة مستمرة من التوتر والقلق، وغالبًا ما تكون مرتبطة بظروف الحياة الصعبة أو المشاكل الشخصية. هذا النوع من الضغط النفسي هو الأكثر خطورة على القلب، لأنه يؤدي إلى تغيرات مستمرة في الجسم تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

تأثير الغضب على صحة القلب

يعتبر الغضب من المشاعر القوية التي تثير استجابة الجسم للقتال أو الهروب. عندما يغضب الشخص، يرتفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وتضيق الأوعية الدموية. هذه التغيرات يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون بالفعل من أمراض القلب.

بالإضافة إلى ذلك، قد يدفع الغضب الأشخاص إلى تبني سلوكيات غير صحية، مثل التدخين والإفراط في تناول الطعام، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

إدارة التوتر والغضب لحماية القلب

يؤكد خبراء الصحة النفسية على أهمية تعلم كيفية إدارة التوتر والغضب لحماية صحة القلب. هناك العديد من التقنيات والاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد في ذلك، بما في ذلك:

ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد الرياضة على تخفيف التوتر وتحسين المزاج. كما أنها تقوي القلب والأوعية الدموية.

تقنيات الاسترخاء: مثل التأمل واليوغا والتنفس العميق، يمكن أن تساعد على تهدئة الأعصاب وخفض ضغط الدم.

الحصول على قسط كاف من النوم: يساعد النوم على تجديد الطاقة وتقليل التوتر.

اتباع نظام غذائي صحي: يمكن أن يساعد النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة على تحسين صحة القلب.

التواصل مع الآخرين: يمكن أن يساعد التحدث مع الأصدقاء والعائلة على تخفيف التوتر والشعور بالدعم.

في الحالات الشديدة، قد يكون من الضروري طلب المساعدة من أخصائي الصحة النفسية لتعلم كيفية التعامل مع التوتر والغضب بشكل فعال. العلاج النفسي يمكن أن يوفر الأدوات والاستراتيجيات اللازمة لتحسين الصحة النفسية والجسدية.

بالإضافة إلى ذلك، من المهم تحديد مصادر التوتر في الحياة والعمل على تقليلها أو تجنبها قدر الإمكان. قد يتطلب ذلك إجراء تغييرات في نمط الحياة أو في طريقة التعامل مع المواقف الصعبة.

تتزايد الأبحاث التي تربط بين الصحة النفسية والجسدية، مما يؤكد على أهمية العناية بالصحة النفسية كجزء أساسي من العناية بالصحة العامة. الوعي بتأثير الضغط النفسي والسعادة والقلق على القلب يمكن أن يساعد في اتخاذ خطوات استباقية لحماية صحة القلب.

من المتوقع أن تستمر الأبحاث في استكشاف العلاقة المعقدة بين الصحة النفسية وأمراض القلب. كما من المرجح أن تزداد التوصيات المتعلقة بأهمية إدارة التوتر والغضب كجزء من الوقاية من أمراض القلب. يجب على الأفراد والمجتمعات الانتباه إلى هذه التطورات واتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز الصحة النفسية والجسدية للجميع.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version