نفّذ فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة نجران خلال شهر نوفمبر 2025م حملة تفتيشية مكثفة على أسواق النفع العام والمسالخ. تهدف هذه الحملة إلى ضمان سلامة الأغذية وجودة المنتجات الزراعية المقدمة للمستهلكين، والتحقق من التزام المنشآت بالمعايير الصحية. وقد أسفرت الحملة عن تسجيل 18 مخالفة نتيجة لـ 796 جولة تفتيشية، وذلك في إطار جهود الوزارة لحماية الصحة العامة.
وتأتي هذه الجهود الرقابية في منطقة نجران كجزء من خطة وطنية أوسع تنفذها وزارة البيئة والمياه والزراعة لضمان توفير منتجات غذائية وزراعية آمنة وصحية لجميع المواطنين والمقيمين. وتشمل هذه الخطط عمليات تفتيش دورية ومفاجئة، بالإضافة إلى حملات توعية للمستهلكين وأصحاب المنشآت حول أهمية الالتزام بالمعايير الصحية.
حملة سلامة الأغذية في نجران: تفاصيل وأهداف
ركزت الحملة بشكل أساسي على فحص المنتجات الغذائية المعروضة في الأسواق، والتأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية، وخلوها من المواد الضارة. كما شملت عمليات التفتيش فحص المسالخ للتأكد من تطبيق إجراءات الذبح الصحية، والحفاظ على نظافة بيئة العمل، ومنع انتشار الأمراض الحيوانية المنقولة إلى الإنسان.
نتائج الحملة والمخالفات المسجلة
أظهرت نتائج الحملة، وفقًا لتقرير صادر عن فرع الوزارة في نجران، أن معظم المنشآت ملتزمة بالمعايير الصحية، إلا أن بعضها ارتكب مخالفات تستوجب العقوبة. تنوعت المخالفات المسجلة بين عدم الالتزام بشروط النظافة العامة، وعرض منتجات منتهية الصلاحية، وعدم توفير الشهادات الصحية اللازمة للعاملين في المسالخ.
وقد اتخذت الوزارة الإجراءات اللازمة تجاه المنشآت المخالفة، بما في ذلك تحرير المخالفات والغرامات، وإغلاق بعض المنشآت مؤقتًا حتى يتم تصحيح الأوضاع. وتؤكد الوزارة على أنها لن تتهاون في تطبيق العقوبات على أي منشأة تخل بالمعايير الصحية وتعرض صحة المستهلكين للخطر.
أهمية الرقابة على الأغذية والمنتجات الزراعية
تعتبر الرقابة على الأغذية والمنتجات الزراعية من أهم المهام التي تقوم بها وزارة البيئة والمياه والزراعة، وذلك لحماية صحة المستهلكين وضمان حصولهم على منتجات آمنة وصحية. وتساهم هذه الرقابة في الحد من انتشار الأمراض الغذائية، وتحسين جودة الحياة، وتعزيز الثقة في المنتجات المحلية.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب الرقابة دورًا هامًا في دعم الاقتصاد الوطني، من خلال ضمان تنافسية المنتجات المحلية في الأسواق، وتشجيع الاستثمار في القطاع الزراعي والغذائي. وتشير الإحصائيات إلى أن القطاع الزراعي والغذائي يمثل جزءًا هامًا من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية.
وتأتي هذه الحملات في سياق جهود المملكة لتحقيق رؤية 2030، والتي تولي اهتمامًا كبيرًا بقطاع الغذاء والأمن الغذائي. وتسعى الرؤية إلى تطوير القطاع الزراعي، وزيادة الإنتاج المحلي، وتنويع مصادر الغذاء، وتحسين جودة المنتجات المقدمة للمستهلكين.
دور المستهلك في تعزيز سلامة الأغذية
لا تقتصر مسؤولية سلامة الأغذية على وزارة البيئة والمياه والزراعة والمنشآت الغذائية، بل يشارك المستهلك أيضًا في هذه المسؤولية. وينبغي على المستهلكين توخي الحذر عند شراء المنتجات الغذائية، والتأكد من تاريخ الصلاحية، والتحقق من وجود أي علامات تدل على تلف المنتج.
كما يجب على المستهلكين الإبلاغ عن أي مخالفات أو شكاوى تتعلق بسلامة الأغذية إلى الجهات المختصة، وذلك للمساهمة في حماية صحة المجتمع. وتوفر وزارة البيئة والمياه والزراعة قنوات اتصال متعددة لتلقي شكاوى المستهلكين، والتعامل معها بكل جدية.
وتشير التقارير إلى أن زيادة وعي المستهلكين بحقوقهم وواجباتهم المتعلقة بسلامة الأغذية، يساهم في رفع مستوى الامتثال لدى المنشآت الغذائية، وتحسين جودة المنتجات المقدمة.
وفي سياق متصل، تعمل الوزارة على تطوير وتحديث اللوائح والاشتراطات الصحية المتعلقة بسلامة الأغذية، بما يتماشى مع أحدث المعايير العالمية. وتشمل هذه التحديثات إدخال تقنيات جديدة في عمليات الرقابة، وتوفير التدريب والتأهيل للعاملين في القطاع الغذائي.
وتعتبر المنتجات الزراعية جزءًا أساسيًا من سلة الغذاء للمستهلكين، لذلك تحرص الوزارة على ضمان سلامتها وجودتها، من خلال تطبيق إجراءات صارمة على المزارع والموردين. وتشمل هذه الإجراءات فحص المبيدات والأسمدة المستخدمة في الزراعة، والتأكد من مطابقة المنتجات للمواصفات القياسية.
من المتوقع أن يعلن فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة نجران عن نتائج تفصيلية للحملة، بما في ذلك أسماء المنشآت المخالفة والعقوبات التي تم تطبيقها، خلال الأسبوع القادم. كما سيتم الإعلان عن خطط مستقبلية لتعزيز الرقابة على الأغذية والمنتجات الزراعية في المنطقة. وستظل الوزارة تتابع عن كثب تطورات الوضع، وتقيّم فعالية الإجراءات المتخذة، بهدف تحقيق أعلى مستويات السلامة الغذائية للمستهلكين.


