تعتبر العلاقة بين إسرائيل وأيرلندا تاريخيًا معقدة، وقد شهدت تطورات جديدة مؤخرًا مع انتخاب رئيسة أيرلندية جديدة، كاثرين كونولي. هذا التحول أثار قلقًا في إسرائيل، كما أوضح آشر ماوز، العميد المؤسس لكلية الحقوق في مركز بيريز الأكاديمي ونائب رئيس الجمعية الدولية للدفاع عن الحرية الدينية، في مقال له بصحيفة جيروزاليم بوست. يتناول هذا المقال بالتفصيل المخاوف الإسرائيلية من رئاسة كاثرين كونولي لأيرلندا، وتحليل موقفها من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

صعود كونولي: تحذير إسرائيلي من حقبة جديدة

يُؤكد ماوز أن انتخاب كاثرين كونولي يمثل نقطة تحول محتملة في علاقات أيرلندا بإسرائيل، مشيرًا إلى أنها تُعدّ من أشد المنتقدين لإسرائيل على الساحة السياسية الأيرلندية. ليس هذا انتخابًا عاديًا، بل هو اختيار لشخصية لا تخفي تعاطفها مع القضية الفلسطينية، بل وتعتبرها جزءًا أساسيًا من رؤيتها السياسية.

تصريحات كونولي المثيرة للجدل

أشار المقال إلى تصريحات مثيرة للجدل أدلت بها كونولي خلال حملتها الانتخابية، حيث اعتبرت أن حركة حماس، التي تصنفها العديد من الدول بما فيها إسرائيل كمنظمة إرهابية، جزء من النسيج الفلسطيني وأنها انتُخبت بشكل شرعي لقيادة قطاع غزة. هذه التصريحات، بحسب ماوز، تعكس فهمًا مغايرًا للواقع السياسي القائم. كما نقل المقال عن كونولي انتقاداتها الحادة لما وصفته بـ “الإبادة الجماعية” في غزة، واتهامها لإسرائيل بارتكاب فظائع.

كونولي والإرهاب النووي الإيراني: مقاربة مختلفة

لا يقتصر انتقاد كونولي على السياسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية فحسب، بل يمتد ليشمل مواقف أخرى حساسة. فقد انتقدت بشدة ضربات إسرائيل ضد البرنامج النووي الإيراني، مُبديةً قلقًا من التصعيد الإقليمي. هذا الموقف يضعها في خلاف واضح مع السياسة الإسرائيلية التي تعتبر البرنامج النووي الإيراني تهديدًا وجوديًا. بالإضافة إلى ذلك، أثارت كونولي جدلاً واسعًا بتصريحها أمام البرلمان الأيرلندي (الدايل) بأن “إذا كنا في هذا الدايل غير قادرين على الاعتراف بأن إسرائيل دولة إرهابية، فنحن في ورطة حقيقية”. هذا التصريح، بصراحة شديده، يعكس مدى معارضتها للنهج الإسرائيلي.

تاريخ كونولي ودعمها للقضية الفلسطينية

يسلط المقال الضوء على تاريخ كونولي الطويل في دعم القضية الفلسطينية. فقد زارت سوريا خلال الحرب الأهلية الدامية، وهي خطوة أثارت انتقادات واسعة بسبب نظام الأسد المتهم بانتهاكات حقوق الإنسان. كما دعت علنًا إلى “تحرير فلسطين”، وهو مصطلح يحمل دلالات سياسية قوية في سياق الصراع. هذا التاريخ من الدعم للقضية الفلسطينية يقدم خلفية لفهم مواقفها الحالية تجاه إسرائيل. يُعزز هذا السجل من الاعتقاد بأن كاثرين كونولي لأيرلندا ستتبنى سياسات أكثر انتقادًا لإسرائيل خلال فترة رئاستها.

تداعيات انتخاب كونولي على العلاقات الإسرائيلية الأيرلندية

يتوقع ماوز أن تنتظر إسرائيل أيامًا صعبة في ظل رئاسة كونولي، مشيرًا إلى أن علاقات البلدين قد تشهد توترًا إضافيًا. من المحتمل أن تتبنى كونولي سياسة خارجية أكثر نشاطًا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وقد تسعى إلى ممارسة ضغوط على إسرائيل من خلال المؤسسات الدولية. في المقابل، قد تضطر إسرائيل إلى إعادة تقييم علاقاتها مع أيرلندا والبحث عن طرق للتخفيف من حدة التوتر. ويشير إلى أن هذا الانتخاب قد يشجع قوى أخرى معارضة لإسرائيل في أوروبا والمجتمع الدولي. يجب التنويه بأنه رغم وجود سياسة أيرلندا تجاه إسرائيل معقدة، فإن هذا الانتخاب قد يميل الكفة نحو موقف أكثر صرامة.

التحليل السياسي ومستقبل العلاقات الثنائية

يوضح المقال أن انتخاب كونولي يعكس تحولًا في الرأي العام الأيرلندي تجاه إسرائيل. فقد ازداد التعاطف مع القضية الفلسطينية في أيرلندا في السنوات الأخيرة، وتزايدت الانتقادات للإجراءات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية. هذا التحول في الرأي العام، بالإضافة إلى مواقف كونولي المبدئية، قد يجعل من الصعب على إسرائيل الحفاظ على علاقاتها التقليدية مع أيرلندا. ويؤكد على أن فهم موقف الحكومة الأيرلندية الجديد أمر بالغ الأهمية لإسرائيل.

في الختام، يُقدم مقال آشر ماوز تحذيرًا مبكرًا من التحديات التي قد تواجه إسرائيل في ظل رئاسة كاثرين كونولي لأيرلندا. ويبدو أن الرئيسة الجديدة ستتبنى سياسة خارجية أكثر انتقادًا لإسرائيل، مما قد يؤدي إلى توتر العلاقات الثنائية. يتطلب هذا الوضع من إسرائيل إعادة تقييم استراتيجيتها تجاه أيرلندا والبحث عن طرق للتفاعل مع الحكومة الجديدة بشكل بناء. ندعوكم لمتابعة التطورات السياسية المتعلقة بهذا الموضوع والتعبير عن آرائكم من خلال التعليقات والمشاركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version