عودة الروهينغا إلى ديارهم: التحديات والمسؤوليات

أكد مستشار الأمن القومي البنغالي خليل الرحمن على ضرورة وجود خارطة طريق تُقدم مسارا لحل قضية الروهينغا وتوضّح كيفية عودتهم إلى ديارهم. وأشار إلى أن الحكومة البنغالية المؤقتة برئاسة المستشار محمد يونس تولت المسؤولية في أغسطس/آب 2024، ولم يكن هناك تقدم يذكر في حل أزمة الروهينغا. وأضاف أن الهدف الأساسي هو إيصال أصوات الروهينغا إلى العالم، من خلال توحيد صوتهم عبر منصة واحدة.

الملاذ الآمن

ظلت بنغلاديش الملاذ الآمن لكبرى موجات نزوح الروهينغا خلال 5 عقود مضت. حيث نزح نحو 800 ألف روهينغي بين عامي 2017 و2018، يشكلون نحو نصف عدد اللاجئين الروهينغا في بنغلاديش اليوم. ويصل عدد اللاجئين الروهينغا في بنغلاديش إلى 1.4 مليون لاجئ، موزعين بين 33 مخيما. وتشير التقديرات إلى وجود أعداد أكبر خارج المخيمات في جنوب شرق البلاد.

العودة أملهم

يتطلع اللاجئون الروهينغا للعودة إلى ديارهم، حيث نزح الكثيرون منهم خلال عقود مضت. وقد توجه مئات الآلاف نحو دول أخرى، بينما بقي البعض داخل ميانمار. وتشير الإحصاءات إلى أن عدد الروهينغا داخل ميانمار يتراوح بين 700 و900 ألف شخص. ويتطلع المهجرون في أصقاع العالم من الروهينغا للعودة لبلادهم، إذ بات يلاحظ أن أعدادهم خارج وطنهم صارت أكثر منه داخل أراكان.

“عبئ ثقيل”

تستمر بنغلاديش في استقبال لاجئين جدد كل يوم، وتتحمل عبئا ثقيلا في توفير المساعدات لهم. ويعلق خليل الرحمن قائلا إن مبدأ بنغلاديش الأول هو “إنقاذ الأرواح”. وقد قدمت بنغلاديش المساعدة للاجئين الروهينغا، بتزويدهم بالغذاء وغيره من الضروريات. ومع ذلك، يشكل انخفاض مستوى الدعم الكلي للروهينغا شاغلا كبيرا للحكومة البنغالية.

المساءلة ودور الصين

يعد ملف “المساءلة عن الفظائع التي ارتكبت” من أبرز ما يشغل الحكومة البنغالية بخصوص قضية الروهينغا. ويؤكد خليل الرحمن على أهمية إصدار أحكام في القضايا الجارية في المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية. كما يشير إلى دور الصين في دعم حل هذه القضية، حيث شجعت الصين بنغلاديش على البقاء على اتصال مع جميع الأطراف.

العرب والمسلمون

تتطلع بنغلاديش إلى أن تؤدي دول عربية وإسلامية دورا أكبر في دعم اللاجئين الروهينغا. ويقول خليل الرحمن إن “الروهينغا جزء من الأمة الإسلامية، وهم إخوتنا”. وقد قدمت بعض الدول الإسلامية، مثل قطر وتركيا، المساعدة للاجئين الروهينغا. ومع ذلك، يرى خليل الرحمن أن هناك مجالا كبيرا لفعل المزيد، خاصة في مجال التعليم والتدريب للشباب في المخيمات.

في الختام، تظل قضية الروهينغا تحديًا كبيرًا للمنطقة والعالم. وتتطلب هذه القضية تعاونا دوليا واسعا لحلها بشكل نهائي. وتأمل بنغلاديش في أن تؤدي دول عربية وإسلامية دورا أكبر في دعم اللاجئين الروهينغا، من خلال توفير المساعدات الإنسانية والضغط على الحكومة الميانمارية لتحمل مسؤولياتها تجاه هذه الأقلية المضطهدة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version